للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْهُ إِلَّا تَقْدِيره والخلقاء الصَّخْرَة الملساء لِاسْتِوَاء أَجْزَائِهَا فِي التَّقْدِير واخلولق السَّحَاب اسْتَوَى وَإنَّهُ لخليق بِكَذَا أَي شَبيه بِهِ كَأَن ذَلِك مُقَدّر فِيهِ والخلق الْعَادة الَّتِي يعتادها الْإِنْسَان وَيَأْخُذ نَفسه بهَا على مِقْدَار بِعَيْنِه فان زَالَ عَنهُ إِلَى غَيره قيل تخلق خلقه وَفِي الْقُرْآن (إِن هَذَا إِلَّا

خلق الْأَوَّلين) قَالَ الْفراء يُرِيد عَادَتهم والمخلق التَّام الْحسن لِأَنَّهُ قدر تَقْديرا حسنا والمتخلق المعتدل فِي طباعة وَسمع بعض الفصحاء كلَاما حسنا فَقَالَ هَذَا كَلَام مخلق وَجَمِيع ذَلِك يرجع إِلَى التَّقْدِير والخلوق من الطّيب أَجزَاء خلطت على تَقْدِير وَالنَّاس يَقُولُونَ لَا خَالق إلاالله وَالْمرَاد أَن هَذَا اللَّفْظ لَا يُطلق إلله إِذْ لَيْسَ أحد إِلَّا وَفِي فعله سَهْو أَو غلط يجْرِي مِنْهُ غلى غير تَقْدِير غير الله تَعَالَى كَمَا تَقول لَا قديم إِلَّا الله وَإِن كُنَّا نقُول هَذَا قديم لِأَنَّهُ لَيْسَ يَصح قَول لم يزل مَوْجُودا إِلَّا الله

الْفرق بَين الْخلق والاختلاق

أَن الاختلاق اسْم خص بِهِ الْكَذِب وَذَلِكَ ان قدر تَقْدِير يُوهم انه صدق وَيُقَال خلق الْكَلَام إِذا قدره صدقا أَو كذبا واختلقه إِذا جعله كذبا لَا غير فَلَا يكون الامتلاق إِلَّا كذبا والخلق يكون كذبا وصدقا كَمَا أَن الافتعال لَا يكون إِلَّا كذبا فَالْقَوْل يكون صدقا وكذبا

الْفرق بَين الْخلق وَالْكَسْب

أَن الْكسْب الْفِعْل الْعَائِد على فَاعله بنفع أَو ضرّ وَقَالَ بَعضهم الْكسْب مَا وَقع بمراس وعلاج وَقَالَ آخَرُونَ الْكسْب مَا فعل بجارحة وَهُوَ الْجرْح وَبِه سيت جوارح الْإِنْسَان جوارج وَسمي مَا يصاد بِهِ جوارح وكواسب وَلِهَذَا لَا يُوصف الله بِأَنَّهُ مكتسب والاكتساب فعل المكتسب والمكتسب إِذا كَانَ مصدرا فَهُوَ فعل المكتسب وَإِذا لم يكن مصدرا فَلَيْسَ بِفعل يُقَال اكْتسب الرجل مَالا وعقلا واكتسب ثَوابًا وعقابا وَيكون بِمَعْنى العفل فِي قَوْلك اكْتسب طَاعَة فحد المكتسب هُوَ الْجَاعِل للشَّيْء مكتسبا لَهُ بحادث إِمَّا بِنَفسِهِ أَو غَيره فمكتسب الطَّاعَة هُوَ الْجَاعِل لَهَا مكتسبة بإحداثها ومكتسب المَال هُوَ الْجَاعِل لَهُ مكتسبا بإحداث مَا

<<  <   >  >>