أَن الْحِفْظ هُوَ الْعلم بالمسموعات دون غَيره من المعلومات أَلا ترى أَن أحدا لَا يَقُول حفظت أَن زيدا فِي الْبَيْت وَإِنَّمَا اسْتعْمل ذَلِك فِي الْكَلَام وَلَا يُقَال للْعلم بالمشاهدات حفظ وَيجوز أَن يُقَال إِن الْحِفْظ هُوَ الْعلم بالشَّيْء حَالا بعد حَال من غير أَن يخلله جهل أَو نِسْيَان وَلِهَذَا سمي حفاظ الْقُرْآن حفاظا وَلَا يُوصف الله بِالْحِفْظِ لذَلِك
الْفرق بَين الْعلم وَالذكر
ان الذّكر وان كَانَ ضربا من الْعلم فَإِنَّهُ لَا يُسمى ذكرا إِلَّا إِذا وَقع بعد النسْيَان وَأكْثر مَا يكون فِي الْعُلُوم الضرورية وَلَا يُوصف الله بِهِ لِأَنَّهُ لَا يُوصف بِالنِّسْيَانِ وَقَالَ عَليّ بن عِيسَى الذّكر يضاد السَّهْو وَالْعلم يضاد الْجَهْل وَقد يجمع الذّكر للشَّيْء وَالْجهل بِهِ من وَجه وَاحِد
الفرق بَين الذّكر والخاطر
فان الخاطر مُرُور الْمَعْنى على الْقلب وَالذكر حُضُور الْمَعْنى فِي النَّفس
الْفرق بَين التَّذْكِير والتنبيه
أَن قَوْلك ذكر الشَّيْء يَقْتَضِي أَنه كَانَ عَالما بِهِ ثمَّ نَسيَه فَرده إِلَى ذكره بِبَعْض الْأَسْبَاب وَذَلِكَ أَن الذّكر هُوَ الْعلم الْحَادِث بعد النسْيَان على مَا ذكرنَا وَيجوز أَن يُنَبه الرجل على الشَّيْء لم يعرفهُ قطّ أَلا ترى أَن الله يُنَبه على مَعْرفَته بالزلازل وَالصَّوَاعِق وَفهم من لم
يعرفهُ البته فَيكون ذَلِك نتبيها لَهُ كَمَا يكون تَنْبِيها لغيره وَلَا يجوز أَن يذكرهُ بِمَا لم يُعلمهُ قطّ
الْفرق بَين الْعلم وَالْخَبَر
أَن الْخَبَر هُوَ الْعلم بكنه المعلومات على حقائقها فَفِيهِ معنى زَائِد على الْعلم قَالَ أَبُو أَحْمد بن أبي سَلمَة رَحمَه الله لَا يُقَال مِنْهُ خابر لِأَنَّهُ من بَاب فعلت مثل ظرفت وكرمت وَهَذَا غلط لِأَن فعلت لَا يتَعَدَّى وَهَذِه الْكَلِمَة تتعدى بِهِ وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْلك خبرت الشَّيْء إِذا عرفت حَقِيقَته خَبره وَأَنا خابر وخبير من قَوْلك خبرت الشَّيْء غذا عَرفته مُبَالغَة مثل عليم وقدير ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي معرفَة كنهه وَحَقِيقَته قَالَ كَعْب الأشقري من الطَّوِيل