للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُخْتَلفين مَعْنَاهُمَا وَاحِد مثل الشتَاء والصيف وَاللَّيْلَة وَالْيَوْم والغدة وَالسحر يُقَال لذَلِك كُله الْعَصْر وَقَالَ الْمبرد فِي تَأْوِيل قَوْله عز وَجل (وَالْعصر أَن الْإِنْسَان لفي خسر) قَالَ الْعَصْر هَهُنَا الْوَقْت قَالَ وَيَقُولُونَ أهل هَذَا الْعَصْر كَمَا يَقُولُونَ أهل هَذَا الزَّمَان وَالْعصر اسْم للسنين الْكَثِيرَة قَالَ الشَّاعِر من المنسرح

(أصبح مني الشَّبَاب قد نكرا ... إِن بَان مني فقد ثوى عصرا)

وَتقول عاصرت فلَانا أَي كنت فِي عصره أَي زمن حَيَاته

الْفرق بَين الْوَقْت والساعة

أَن السَّاعَة هِيَ الْوَقْت الْمُنْقَطع من غَيره وَالْوَقْت اسْم الْجِنْس وَلِهَذَا تَقول إِن السَّاعَة عِنْدِي وَلَا تَقول الْوَقْت عِنْدِي

الْفرق بَين البكرة والغداة والمساء وَالْعشَاء والعشي والأصيل

أَن الْغَدَاة اسْم لوقت والبكرة فعله من بكر يبكر بكور أَلا ترى أَنه يُقَال صَلَاة الْغَدَاة وَصَلَاة الظّهْر وَالْعصر فتضاف إِلَى الْوَقْت وَلَا يُقَال صَلَاة البكرة وَإِنَّمَا يُقَال جَاءَ فِي بكرَة كَمَا تَقول جَاءَ فِي غدْوَة وَكِلَاهُمَا مثل النقلَة ثمَّ كثر اسْتِعْمَال البكرة حَتَّى جرت على

الْوَقْت وَإِذا فَاء الْفَيْء سمي عَشِيَّة ثمَّ أصيلا بعد ذَلِك وَيُقَال فَاء الْفَيْء إِذا زَاد على طول على طول الشَّجَرَة وَيُقَال أَتَيْته عَشِيَّة أمس وسأتيه العشية ليومك الَّذِي أَنْت فِيهِ وسآتيه عشي غَد بِغَيْر هَاء وسآتيه بالْعَشي والغداة أَي كل عشي وكل غَدَاة والطفل وَقت غرُوب الشَّمْس وَالْعشَاء بعد ذَلِك وغذا كَانَ بعيد الْعَصْر فَهُوَ الْمسَاء وَيُقَال للرجل عِنْد الْعسر إِذا كَانَ يُبَادر حَاجَة قد أمسيت وَذَلِكَ على الْمُبَالغَة

الْفرق بَين الزَّمَان والحقبة والبرهة

أَن الحقبة اسْم للسّنة إِلَّا أَنَّهَا تفِيد غير مَا تفيده السّنة وَذَلِكَ أَن لسنة تفِيد أَنَّهَا تجمع شهور ولاحقبة تفِيد أَنَّهَا ظرف لأعمال ولأمور تجْرِي فِيهَا مَأْخُوذ من الحقيبة وَهِي ضرب من الظروف تتَّخذ من الْأدم يَجْعَل الرَّاكِب فِيهَا متاعة وتشد خلف

<<  <   >  >>