للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذا قلت هَذَا الْمثل لم تخرجه عَن أَن يكون لَهُ مثل آخر وَلَا يكَاد يسْتَعْمل إِلَّا على الْإِضَافَة حَتَّى ذكر بعض النَّحْوِيين أَنه لَا يجوز الْغَيْر إِنَّمَا تَقول غَيْرك وَغير زيد وَنَحْو هَذَا وشبيهك معرفَة وشبهك نكرَة تَقول مَرَرْت بِرَجُل شبهك على الصّفة وَلَا يجوز بِرَجُل شبيهك لِأَن شَبِيها معرفَة ولاجلا نكرَة وَلَا يُوصف نكرَة يمعرفة وَلَا معرفَة بنكرة وَالدَّلِيل على أَن شبهك نكرَة وَإِن أضفته إِلَى الْكَاف أَنه يكون صفة لنكرة وَالْمرَاد بِهِ الِانْفِصَال وَلَا يجوز شبه بك كَمَا يجوز شَبيه بِكُل وَذَلِكَ أَن معنى شَبيه بك الْمَعْرُوف بشبهك فَأَما شبهك فبمنزلة مثل عرف بشبهه أَو لم يعرف

الْفرق بَين الْمثل والمثل

أَن المثلين مَا تكافآ فِي الذَّات والمثل بِالتَّحْرِيكِ الصّفة قَالَ الله تَعَالَى (مثل الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون) أَي صفة الْجنَّة وقولك ضربت لفُلَان مثلا مَعْنَاهُ أَنَّك وصفت لَهُ شَيْئا وقولك مثل هَذَا كَمثل هَذَا أَي صفته كصفته وَقَالَ الله تَعَالَى (كَمثل الْحمار يحمل أسفارا) وحاملو التَّوْرَاة لَا يماثلون الْحمار وَلَكِن جمعهم وإياه صفة فاشتركوا فِيهَا

الْفرق بَين الْمثل والند

أَن الند هُوَ الْمثل المناد من قَوْلك نَاد فلَان فلَانا إِذا عَادَاهُ وباعده وَلِهَذَا سمي الضِّدّ ندا وَقَالَ صَاحب الْعين

الند مَا كَانَ مثل الشَّيْء يضاده فِي أُمُوره والنديد مثله والندود الشرود والتناد النافر وأنددت البغير ونددت بِالرجلِ سَمِعت بعينونه وأصل الْبَاب التشريد فالند لمناداته لصَاحبه كانه يُرِيد تشريده

الْفرق بَين المثل والشكل

أَن الشكل هُوَ الَّذِي يشبه الشَّيْء فِي أَكثر صِفَاته حَتَّى يشكل الْفرق بَينهمَا وَيجوز أَن يُقَال إِن اشتقاقه من الشكل وَهُوَ الشمَال وَاحِد الشَّمَائِل قَالَ الشَّاعِر من الْكَامِل

(حَيّ الحمول بِجَانِب الشكل ... إِذا لَا يلائم شكلها شكلي)

<<  <   >  >>