للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على وُجُوه فَيُقَال الله تَعَالَى كريم وَمَعْنَاهُ أَنه عَزِيز وَهُوَ من صِفَات ذَاته قَوْله تَعَالَى (مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم) أَي الْعَزِيز الَّذِي لَا يغلب وَيكون بِمَعْنى الْجواد المفضال فَيكون من صِفَات فعله وَيُقَال رزق كريم غذا لم يكن فِيهِ امتهان أَي كرم صَاحبه والكريم الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى (من كل زوج كريم) وَمثله (وَقل لَهما

قولا كَرِيمًا) أَي حسنا والكريم بِمَعْنى الْمفضل فِي قَوْله تَعَالَى (إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم) أَي أفضلكم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (وَلَقَد كرمنا بني آدم) أَي فضلناهم والكريم أَيْضا السَّيِّد فِي قولهََ إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه أَي سيد قوم وَيجوز أَن يُقَال الْكَرم هُوَ إِعْطَاء الشَّيْء عَن طيب نفس قَلِيل كَانَ أَو كثير والجود سَعَة الْعَطاء وَمِنْه سمي الْمَطَر الغزير الْوَاسِع جودا سَوَاء كَانَ عَن طيب نفس أَو لَا وَيجوز أَن يُقَال الْكَرم هُوَ إطاء من يُرِيد إكرامه وإعزازه والجود قد يكون كَذَلِك وَقد لَا يكون

الْفرق بَين المالت المَال والنشب

أَن المَال إِذا لم يُقيد فَإِنَّمَا يُرِيد بِهِ الصَّامِت والماشية والنشب مَا نشب من العقارات قَالَ الشَّاعِر من الْبَسِيط

(أَمرتك الْخَيْر فافعل مَا أمرت بِهِ ... فقد تركتك ذَا مَا وَذَا نشب)

وَالْمَال أَيْضا يَقع على كل مَا يملكهُ الْإِنْسَان من الذَّهَب والوق وَالْإِبِل وَالْغنم وَالرَّقِيق وَالْعرُوض وَغير ذَلِك وَالْفُقَهَاء يَقُولُونَ البيع مُبَادلَة مَال بِمَال وَكَذَلِكَ هُوَ فِي للغة فيجعلون الثّمن والمثمن من أَي جنس كَانَا مَالا إِلَّا أَن الْأَشْهر عِنْد الْعَرَب فِي المَال الْمَوَاشِي وغذا أَرَادوا الذَّهَب وَالْفِضَّة قَالُوا النَّقْد

الْفرق بَين الْغنى وَالْجدّة واليسار

ان الْجدّة كَثْرَة المَال فَقَط يُقَال رجل وَاجِد اي كثير المَال والغنى يكون بِالْمَالِ وَغَيره من الْقُوَّة والمعونة

<<  <   >  >>