للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفرق بَين مَا يُخَالف الْعلم ويضاده

الْفرق بَين الْعلم والتقليد

أَن الْعلم هُوَ اعْتِقَاد الشَّيْء على مَا هُوَ بِهِ على سَبِيل الثِّقَة والتقليد قبُول الْأَمر مِمَّن لَا يُؤمن عَلَيْهِ الْغَلَط بِلَا

حجَّة فَهُوَ وَإِن وَقع معتقده على مَا هُوَ بِهِ فَلَيْسَ بِعلم لِأَنَّهُ لَا ثِقَة مَعَه واشتقاقه من قَول الْعَرَب قلدته الأمانه اي ألزمته إِيَّاهَا فَلَزِمته لُزُوم القلادة للعنق ثمَّ قَالُوا طوقته الْأَمَانَة لِأَن الطوق مثل القلادة وَيَقُولُونَ هَذَا الْأَمر لَازم لَك وتقليد عُنُقك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (وكل إِنْسَان ألزمناه طَائِره فِي عُنُقه) أَي مَا طَار لَهُ من الْخَيْر وَالشَّر المُرَاد بِهِ علمه يُقَال طَار لي مِنْك كَذَا أَي صَار حطي مِنْك وَيُقَال قلدت فلَانا ديني ومذهبي أَي قلدته إِثْمًا إِن كَانَ فِيهِ وألزمته إِيَّاه إِلْزَام القلاد عُنُقه وَلَو كَانَ التَّقْلِيد حَقًا لم يكن بَين الْحق وَالْبَاطِل فرق

الْفرق بَين التَّقْلِيد والتنحيت

أَن التنحيت هُوَ الِاعْتِقَاد الَّذِي يعْتد بِهِ الْإِنْسَان من غير أَن يرجحه على خلَافَة أَو يخْطر بِبَالِهِ أَنه بِخِلَاف مَا اعتقده وَهُوَ مفارق للتقليد مَا يُقَلّد فِيهِ الْغَيْر والتنحيت لَا يُقَلّد فِيهِ أحد

الْفرق بَين النسْيَان والسهو

أَن النسْيَان إِنَّمَا يكون عَمَّا كَانَ والسهو يكون عَمَّا لم يكن تَقول نسيت مَا عَرفته وَلَا يُقَال سَهَوْت عَمَّا عَرفته وأنما تَقول سَهَوْت عَن السُّجُود فِي الصَّلَاة فتجعل السَّهْو بَدَلا عَن السُّجُود الَّذِي لم يكن والسهو والمسهو عَنهُ يتعاقبان وَفرق آخر أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا ينسى مَا كَانَ ذَاكِرًا لَهُ والسهو عَنهُ يتعاقبان وَفرق آخر أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا ينسى مَا كَانَ ذَاكِرًا لَهُ والسهو يكون عَن ذكر وَعَن غير ذكر لِأَنَّهُ خَفَاء الْمَعْنى بِمَا يمْتَنع بِهِ إِدْرَاكه وَفرق آخر وَهُوَ أَن الشَّيْء الْوَاحِد محَال أَن يسهى عَنهُ فِي وَقت وَلَا يسهى عَنهُ فِي وَقت آخر وَإِنَّمَا يسهى فِي وَقت آخر عَن مثله وَيجوز أَن يسنى الشَّيْء الْوَاحِد فِي وَقت وَيذكر فِي وَقت آخر

<<  <   >  >>