للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَحْله أَو سَرْجه وَأما البرهة فبعض الدَّهْر أَلا ترى أَنه يُقَال بُرْهَة من الدَّهْر كَمَا يُقَال قِطْعَة من الدَّهْر وَقَالَ بعضعهم هِيَ فارسية معربة

الْفرق بَين الْمدَّة وَالْأَجَل

أَن الْأَجَل الْوَقْت الْمَضْرُوب لانقضاء الشَّيْء وَلَا يكون أَََجَلًا بِجعْل جَاعل وَمَا علم أَنه يكون فِي وَقت فلاأجل لَهُ إِلَّا أَن يحكم بِأَنَّهُ يكون فِيهِ وَأجل الْإِنْسَان هُوَ الْوَقْت لانقضاء عمره وَأجل الدّين مَحَله وَذَلِكَ لانقضاء مُدَّة الدّين وَأجل الْمَوْت وَقت حُلُوله وَذَلِكَ الِانْقِضَاء مُدَّة الْحَيَاة قبله فأجل الأخرة الْوَقْت لانقضاء مَا تقدم قبلهَا قبل ابتدائها وَيجوز أَن تكون الْمدَّة بَين الشَّيْئَيْنِ بِجعْل جَاعل وَبِغير جعل وكل أجل مُدَّة وَلَيْسَ كل مُدَّة أَََجَلًا

الْفرق بَين النَّهَار وَالْيَوْم

أَن اسْم للضياء المنفسح الظَّاهِر الْحُصُول الشَّمْس بِحَيْثُ ترى عينهَا أَو مُعظم ضوئها وَهَذَا حد النَّهَار وَلَيْسَ هُوَ فِي الْحَقِيقَة اسْم للْوَقْت وَالْيَوْم اسْم لمقدار من الْأَوْقَات يكون فِيهِ هَذَا السنا وَلِهَذَا قَالَ النحويون إِذا قلت سرت يَوْمًا فَأَنت مُؤَقّت تُرِيدُ مبلغ ذَلِك ومقدراه وَإِذا قلت سرت الْيَوْم أَو يَوْم الْجُمُعَة فَأَنت مؤرخ فَإِذا قلت سرت نَهَارا أَو النَّهَار فلست بمؤرخ وَلَا بمؤقت وَإِنَّمَا

الْمَعْنى سرت فِي الضياء النفسح وَلِهَذَا يُضَاف النَّهَار إِلَى الْيَوْم فَيُقَال سرت نَهَار يَوْم الْجُمُعَة وَلِهَذَا لَا يُقَال للغلس وَالسحر نَهَار حَتَّى يتضييء الجو

الفرق بَين الدَّهْر والأبد

أَن الدَّهْر أَوْقَات مُتَوَالِيَة مختلغة غير متناهية والأبد عبارَة عَن مُدَّة الزَّمَان الَّتِي لَيْسَ لَهَا حد مَحْدُود وَهُوَ فِي الْمُسْتَقْبل خلاف قطّ فِي الْمَاضِي وَقَوله عز وَجل (خَالِدين فِيهَا أبدا) حَقِيقَة وقولك أفعل هَذَا أبدا مجَاز وَالْمرَاد الْمُبَالغَة فِي إِيصَال هَذَا الْفِعْل

الْفرق بَين الْوَقْت وَإِذ

وهما جَمِيعًا اسْم لشء وَاحِد أَنه تمكن أَحدهمَا وَلم يتَمَكَّن الآخر أَو مضمن اليه لكَون الْبَيَان غير مَعْنَاهُ بِحَسب ذَلِك الْمُضَاف اليه وَالْوَقْت مُطلق

<<  <   >  >>