للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَن يحزن وَيسر بِمَا لَا حَقِيقَة لَهُ صويفة الْفَرح وَالسُّرُور فِي الْعَرَبيَّة تنبىء عَمَّا قُلْنَاهُ فيهمَا وَهُوَ أَن الْفَرح فعل مصدر فعل فعلا وَفعل المطاوعة والانفعال فَكَانهُ شَيْء يحدث فِي الْفَرح فعل مصدر فعل فعلا وَفعل المطاوعة والانفعال فَكَأَنَّهُ شَيْء يحدث فِي النَّفس من غير سَبَب يُوجِبهُ وَالسُّرُور اسْم وضع مَوضِع الْمصدر فِي قَوْلك سر سُرُورًا وَهُوَ فعل يتَعَدَّى وَيَقْتَضِي فَاعِلا فَهُوَ مُخَالف للفرح من كل وَجه وَيُقَال فَرح إِذا جعلته كالنسبة وفارح إِذا بنيته على الْفِعْل قَالَ الْفراء الْفَرح الَّذِي يفرح فِي وقته والفارح الَّذِي يفرح فِي مَا يسْتَقْبل مثل طمع وطامع

الْفرق بَين السرُور والجذل

ان الجذل هُوَ السرُور الثَّابِت مَأْخُوذ من قَوْلك جاذل منتصب ثَابت لَا يبرح مَكَانَهُ وجذل كل شَيْء أَصله وَرجل جذلان وَلَا يُقَال جاذل إِلَّا ضَرُورَة

الْفرق بَين السرُور والحبور

أَن الحبور هُوَ النِّعْمَة الْحَسَنَة من قَوْلك حبرت الثَّوْب إِذا حسنته وَفسّر قَوْله تَعَالَى (فِي رَوْضَة يحبرون) أَي ينعمون وَإِنَّمَا يُسمى السرُور حبورا لِأَنَّهُ كيون مَعَ النِّعْمَة الْحَسَنَة وَقيل فِي الْمثل مَا من دَار ملئت حبرَة إِلَّا ستملا عِبْرَة قَالُوا الْحبرَة هَهُنَا السرُور وَالْعبْرَة الْحزن وَقَالَ العجاج من شطور الرجز

(الحم لله الَّذِي أعْطى الحبر ... موَالِي الْحق إِن الْمولى شكر)

وَقَالَ الْفراء الحبور الْكَرَامَة وَعِنْدنَا أَن هَذَا على جِهَة الِاسْتِعَارَة وَالْأَصْل فِيهِ النِّعْمَة الْحَسَنَة وَمِنْه قَوْلهم للْعَالم حبر لِأَنَّهُ بِأَحْسَن الْأَخْلَاق والمداد لِأَنَّهُ يحسن الْكتب

الْفرق بَين الْهم وَالْغَم

أَن الْهم هُوَ الْفِكر فِي إِزَالَة الْمَكْرُوه واجتلاب المحبوب وَلَيْسَ هُوَ من الْغم فِي شَيْء أَلا ترى أَنَّك تَقول لصاحبك أهتم بحاجتي وَلَا يَصح أَن تَقول أغتم بهَا وَالْغَم معنى ينقبض الْقلب مَعَه

<<  <   >  >>