أَن الصداقة اتِّفَاق الضمائر على الْمَوَدَّة فَإِذا أضمر كل وَاحِد من الرجلَيْن مَوَدَّة صَاحِبَة فَصَارَ باطنة فِيهَا كظاهرة سميا صديقين وَلِهَذَا يُقَال الله صديق الْمُؤمن كَمَا أَنه وليه والخلة الِاخْتِصَاص بالتكريم وَلِهَذَا قيل إِبْرَاهِيم خَلِيل الله لاخْتِصَاص الله إِيَّاه بالرسالة وفيهَا تركيم لَهُ وَلَا يجوز أَن يُقَال الله خَلِيل إِبْرَاهِيم لِأَن إِبْرَاهِيم لَا يجوز أَن يخص الله بتكريم وَقَالَ أَبُو عَليّ رَحمَه الله تَعَالَى يُقَال لِلْمُؤمنِ إِنَّه خَلِيل الله وَقَالَ عَليّ بن عِيسَى لَا يُقَال إِلَّا لنَبِيّ لأه الله عز وَجل يختصه بوحيه وَلَا يخْتَص بِهِ غَيره قَالَ والأنبياء كلهم أخلاء الله
وَمِمَّا يجْرِي مَعَ ذَلِك
الْفرق بَين الصفوة والصفو
أَن الصفو مصدر سمي بِهِ الصافي من الْأَشْيَاء اخْتِصَار واتساعا والصفوة خَالص كل شَيْء وَلها يُقَال مُحَمَّد صفة الله وَلَا تَقول صفوة الله فالصفوة والصفو مُخْتَلِفَانِ وَإِن كَانَا من أصل وَاحِد كالخبرة وَالْخَبَر وَلَو كَانَ الصّفة والصفو لغتين على مَا ذكر ثَعْلَب فِي الفصيح لقيل مُحَمَّد صفو الله كَمَا قيل صفوة الله