أَن الْقدر هُوَ وجود الْأَفْعَال على مِقْدَار الْحَاجة إِلَيْهَا والكفاية لما فعلت من اجله وَيجوز أَن يكون الْقدر هُوَ الْوَجْه الَّذِي أردْت إِيقَاع المُرَاد عَلَيْهِ والمقدر الموجد لَهُ على ذَلِك الْوَجْه وَقيل أصل الْقدر هُوَ وجود الْفِعْل على مِقْدَار مأأراده الْفَاعِل وَحَقِيقَة ذَلِك فِي أَفعَال الله تَعَالَى وجودهَا على مِقْدَار الْمصلحَة وَالْقَضَاء هُوَ فصل الْأَمر على التَّمام
الْفرق بَين الْقدر وَالتَّقْدِير
أنالتقدير يسْتَعْمل فِي أَفعَال الله تَعَالَى وأفعال الْعباد وَلَا يسْتَعْمل الْقدر إِلَّا فِي أَفعَال اله عز وَجل وَقد يكون التَّقْدِير حسنا وقبيحا كتقدير المنجم موت زيد وافتقاره واستغناءه وَلَا يكون الْقدر إِلَّا حسنا
الْفرق بَين قَوْلك قضى إِلَيْهِ وَقضى بِهِ
أَن قَوْلك قضى إِلَيْهِ أى أعلمهُ وَقَوله تَعَالَى (وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر) أَي أعلمناه ثمَّ فسر الْأَمر الَّذِي ذكره فَقَالَ (أَن دابر هَؤُلَاءِ وَمعنى قَوْلنَا قضى بِهِ أَنه فصل الْأَمر بِهِ على التَّمام
الْفرق بَين التَّقْدِير وَالتَّدْبِير
أَن التَّدْبِير هُوَ تَقْوِيم الْأَمر على مَا يكون فِيهِ صَلَاح عاقبته وَأَصله من الدبر وأدبار الْأُمُور عواقبها وَآخر كل شَيْء دبره وَفُلَان يتدبر أمره أَي ينظر فِي اعقابه ليصلحه على مَا يصلحها تَقْوِيم الْأَمر على مِقْدَار يَقع مَعَه الصّلاح وَلَا يتَضَمَّن معنى الْعَاقِبَة
الْفرق بَين قَوْلك قدر لَهُ كَذَا وَمنى لَهُ كَذَا
أَن المنى لَا يكون إِلَّا تَقْدِير الْمَكْرُوه يُقَال منى لَهُ الشَّرّ وَلَا يُقَال منى لَهُ الْخَيْر وَمن ثمَّ سميت الْمنية منية وَيُقَال أعلمت مَا منيت بِهِ من فلَان وَالتَّقْدِير يكون فِي