للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ بَعضهم أهل كل عصر قرن وَقَالَ الزّجاج الْقرن أهل كل عصر فِي نَبِي أَو من لَهُ طبقَة عالية فِي الْعَالم فَجعله من اقتران أهل الْعَصْر بَاهل الْعلم فَإِذا كَانَ من زمَان فَتْرَة وَغَلَبَة جهل لم يكن قرنا وَقَالَ بَعضهم الْقرن اسْم من اسماء الأزمنه فَكل قرن سَبْعُونَ وَأَصله من الْمُقَارنَة وَذَلِكَ أَن أهل كل

عصر أشكال وانظراء وَردت وأسنان مُتَقَارِبَة وَمن ثمَّ قيل هُوَ قرنة أَي على سنة وَمِنْه قو قرنه لاقترانه مَعَه فِي الْقِتَال وَالْقَوْم هم الرِّجَال الَّذين يقوم بَعضهم مَعَ بعض فِي الْأُمُور وَلَا يَقع على النِّسَاء إِلَّا على وَجه التبع كَمَا قل عز وَجل (كذبت قوم نوح الْمُرْسلين) وَالْمرَاد الرِّجَال وَالنِّسَاء تبع لَهُم الشَّاهِد على مَا قُلْنَاهُ قَول زُهَيْر من الوافر

(وَمَا أَدْرِي وسوف إخال أَدْرِي ... أقوم آل حصن أم نسَاء) فَاخْرُج النِّسَاء من الْقَوْم

الْفرق بَين الْجَمَاعَة وَالْمَلَأ

أَن الْمَلأ الاشراف الَّذين يملأون الْعُيُون جمالا والقلوب هَيْبَة وَقَالَ بَعضهم الْمَلأ الْجَمَاعَة من الرِّجَال دون النِّسَاء وَالْأول الصَّحِيح وَهُوَ من مَلَأت وَيجوز أَن يكون المللأ الْجَمَاعَة الَّذين يقومُونَ بالأمور من قَوْلهم هُوَ مَلِيء بِالْأَمر إِذا كَانَ قَادر عَلَيْهِ والمعنيان يرجعان إِلَى أصل وَاحِد وَهُوَ الملء

الْفرق بَين النَّفر والرهط

أَن النَّفر الْجَمَاعَة نَحْو الْعشْرَة من الرِّجَال خَاصَّة ينفرون لقِتَال وَمَا أشبهه ومه قَوْله عز وَجل (مَا لكم إِذا قيل لكم انفروا فِي سَبِيل الله أثاقلتم إِلَى الأَرْض) ثمَّ كثر حَتَّى سموا نَفرا وَإِن لم ينفروا والرهط الْجَمَاعَة نَحْو الْعشْرَة يرجعُونَ إِلَى أَب وَاحِد وَسموا رهطا تسبها بالرهط الَّذِي هُوَ قطعه شققت سيورا) وَلم تقطع أطرفها مثل الشّرك فَتكون فروعها شَتَّى وَأَصلهَا وَأحد تلبسها الْجَارِيَة يُقَال لَهَا رَهْط

وَالْجمع رهاطت قَالَ الْهُذلِيّ من الوافر

(وَطعن مثل تعطيط الرهاط ... )

وَتقول ثَلَاثَة رَهْط وَثَلَاثَة نفر لِأَنَّهُ اسْم لجَماعَة وَلَو كَانَ اسْما

<<  <   >  >>