كَانَ المُرَاد بِهِ تقليب الحدقة نَحْو مَا يلْتَمس رُؤْيَته مَعَ سَلامَة الحاسة
الْفرق بَين النّظر والتأمل
أَن النّظر هُوَ مَا ذَكرْنَاهُ والتأمل هُوَ النّظر المؤمل بِهِ معرفَة مَا يطْلب وَلَا يكون إِلَّا فِي طول مُدَّة فَكل تَأمل نظر وَلَيْسَ لَك نظر تأملا
الفروق بَين النّظر والبديهة
أَن البديهة أَو النّظر يُقَال عَرفته على البديهة أَي فِي أول أَحْوَال النّظر وَله فِي الْكَرم بديهة حَسَنَة إِذا كَانَ يرتجله من غير فكر فِيهِ
الْفرق بَين البديهة والروية
أَن الروية مَا قَالَ بَعضهم آخر النزر والبديهة أَوله وَلِهَذَا يُقَال للرجل إِذا وصف بِسُرْعَة الْإِصَابَة فِي الرَّأْي بديهيته أَوله وَلِهَذَا يُقَال للرجل إِذْ وصف بِسُرْعَة الْإِصَابَة فِي الرَّأْي بديهته كروية غَيره وَقَالَ بَعضهم الروية طول التفكر فِي الشَّيْء وَهُوَ خلاف البديهة وبديهة القَوْل مَا يكون من غير فكر والروية إشباع الرَّأْي وَالِاسْتِقْصَاء فِي تَأمله تَقول روات فِي الْأَمر بِالتَّشْدِيدِ وَفعلت بالتشدي للتكثير وَالْمُبَالغَة وَتركت همزَة الروية لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال
الْفرق بَين النّظر والفكر
أَن النّظر يكون فكرا أَو يكون بديهة والفكر مَا عدا البديهة
الْفرق بَين النّظر والانتظار
أَن الِانْتِظَار طلب مَا يقدر النّظر
إِلَيْهِ وَيكون فِي الْخَيْر وَالشَّر وَيكون مَعَ شكّ ويقين وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان ينْتَظر طَعَاما يعْمل فِي دَاره وَهُوَ لَا يشك أَنه يحضر لَهُ وينتظر قدوم زيد غَدا وَهُوَ شَاك فِيهِ
الْفرق بَين التفكر والتدبر
أَن التدبر تصرف الْقلب بِالنّظرِ فِي العواقب والتفكر تصرف الْقلب بِالنّظرِ فِي الدَّلَائِل وسنبين اشتقاق التدبر وَأَصله فِي مَا بعد
الْفرق بَين النّظر والرؤية
أَن النّظر طلب الْهدى وَالشَّاهِد قَوْلهم نظرت فَلم أر شَيْئا وَقَالَ عَليّ بن عِيسَى النّظر طلب ظُهُور الشَّيْء والناظر الطَّالِب لظُهُور الشَّيْء وَالله نَاظر لِعِبَادِهِ بِظُهُور رَحمته إيَّاهُم