للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهون فِي شَيْء

الْفرق بَين الحقير وَالصَّغِير

أَن الحقير من كل شَيْء مَا نقص عَن الْمِقْدَار الْمَعْهُود لجنسه يُقَال هَذِه دجَاجَة حقيرة إِذا كَانَت نَاقِصَة الْخلق عَن مقادير الدَّجَاج وَيكون الصغر فِي السن وَفِي الحجم تَقول طِفْل صَغِير وَحجر صَغِير وَلَا يُقَال حجر حقير لِأَن الْحِجَارَة لَيْسَ لَهَا قدر مَعْلُوم فَإِذا نقص شَيْء مِنْهَا عَنهُ سمي حقير كَمَا أَن الدَّجَاج والحجل وَمَا أشبههَا لَهَا أقدار مَعْلُومَة فَإِذا نقص شَيْء من جُمْلَتهَا عَنهُ مسي حَقِيرًا وَالصَّغِير يكون صَغِيرا بِالْإِضَافَة إِلَى مَا هُوَ أكبر مِنْهُ وَسَوَاء كَانَ من جنسه أَو لَا فالكوز صَغِير بِالْإِضَافَة إِلَى الجرة والجمل صَغِير بِالْإِضَافَة إِلَى الْفِيل وَلَا يقل للجمل صَغِير على الإطق وأنما يَقُول هُوَ صَغِير بِجنب الْفِيل

الْفرق بَين الْيَسِير والقليل

أَن الْقلَّة تَقْتَضِي نُقْصَان الْعدَد يُقَال قوم قَلِيل وقليلون وَمن الْقُرْآن (شرذمة قَلِيلُونَ) يُرِيد أَن عَددهمْ

ينقص عَن عدَّة غَيرهم وَهِي نقيض الْكَثْرَة وَلَيْسَت الْكَثْرَة إِلَّا زِيَادَة الْعدَد وَهِي فِي غَيره اسْتِعَارَة وتشبيه واليسير من الْأَشْيَاء مَا يَتَيَسَّر تَحْصِيله أَو طلبه وَلَا يَقْتَضِي مَا يَقْتَضِيهِ الْقَلِيل من نُقْصَان الْعدَد أَلا ترى أَنه يُقَال عدد قَلِيل وَلَا يُقَال عدد يسير وَلَكِن يُقَال مَال يسير لِأَن جمع مثله يَتَيَسَّر فَإِن اسْتعْمل الْيَسِير فِي مَوضِع الْقَلِيل فقد يجْرِي اسْم الشَّيْء على غَيره إِذا قرب مِنْهُ

الْفرق بَين الْكثير والوافر

أَن الْكَثْرَة زِيَادَة الْعدَد والوفر اجْتِمَاع آخر الشَّيْء حَتَّى يكثر حجمه أَلا ترى أَنه يُقَال كرْدُوس وافر والكردوس عظم عَلَيْهِ لحمت وَلَا يُقَال كرْدُوس كثير وَتقول حَظّ وافر وَلَا تَقول

<<  <   >  >>