للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفرق بَين الْحَيَاة وَالروح

أَن الرّوح من قَرَائِن الْحَيَاة والحياة عرض وَالروح جسم رَقِيق من جنس الرّيح وَقيل هُوَ جسم رَقِيق حساس وتزعم الْأَطِبَّاء أَن موضعهَا فِي الصَّدْر من الْحجاب وَالْقلب وَذهب بَعضهم إِلَى أَنَّهَا مبسوطة فِي جَمِيع الْبدن وَفِيه خلاف كثير لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكره وَالروح وَالرِّيح فِي الْعَرَبيَّة من أصل وَاحِد وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِيهِ النفخ فَيُقَال نفخ فِيهِ الرّوح وَالرِّيح فِي الْعَرَبيَّة من أصل وَاحِد وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِيهِ النفخ فَيُقَال نفخ فِيهِ الرّوح وَسمي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام روحا لِأَن النَّاس يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي دينهم كانتفاعهم بِالروحِ وَلِهَذَا الْمَعْنى سمي الْقُرْآن روحا

الْفرق بَين الرّوح والمهجة وَالنَّفس والذات

أَن المهجة خَالص دم الْإِنْسَان الَّذِي إِذا خرج خرجت روحه وَهُوَ دم الْقلب فِي قَول الْخَلِيل وَالْعرب تَقول سَالَتْ مهجهم على رماحنا وَلَفظ النَّفس مُشْتَرك يَقع على الرّوح وعَلى الذَّات وَيكون توكيدا يُقَال خرجت نَفسه أَي روحه وَجَاءَنِي زيد نَفسه بِمَعْنى التوكيد والسواد سَوَاء لنَفسِهِ كَمَا تَقول لذاته ولنفس أَيْضا المَاء وَجمعه أنفاس قَالَ جرير الوافر

(تعلل وَهِي ساغبة بنيها ... بِأَنْفَاسِ من الشبم الْقرح)

وَالنَّفس ملْء الْكَفّ من الدّباغ وَالنَّفس الَّتِي تستعد بِمَعْنى الذَّات مَا يَصح أَن تدل على الشَّيْء من وَجه يخْتَص بِهِ دون غَيره وَإِذا قلت هُوَ لنَفسِهِ على صفة كَذَا فقد دللت عَلَيْهِ من وَجه يخْتَص بِهِ دون مَا يخالغه وَقَالَ عَليّ ابْن عِيسَى الشَّيْء وَالْمعْنَى والذات نَظَائِر وَبَينهَا فروق فَالْمَعْنى الْمَقْصُود ثمَّ كثر حَتَّى سمي الْمَقْصُود معنى وكل شَيْء ذَات وكل ذَات شَيْء إِلَّا أَنهم ألزموا الذَّات الْإِضَافَة فَقَالُوا ذَات الْإِنْسَان وَذَات الْجَوْهَر ليحققوا الْإِشَارَة إِلَيْهِ دون غَيره قُلْنَا ويعبر بِالنَّفسِ عَن الْمَعْلُوم فِي قَوْلهم قد صَحَّ ذَلِك فِي نفس أَي قد صَار فِي جملَة مَا أعلمهُ وَلَا يُقَال صَحَّ فِي ذاتي

<<  <   >  >>