للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يرى المجاز في اللغة ولا في الشرع وقد أوسع الكلام في ذلك في كتاب (الصواعق المرسلة) (١) .

وأما مثبتو المجاز فيقولون في حد الهازل:

(هو الذي لا يريد باللفظ معناه لا الحقيقي ولا المجازي) (٢) والله أعلم. كما أتى ابن القيم رحمه الله تعالى على المأخذ اللغوي للفظ (هازل) وهو قوله: (من هزل: إذا ضعف وضؤل) وهذا ما قرره علماء اللغة (٣) والله أعلم. موقف ابن القيم من الهزل في حقوق الله تعالى:

بحث ابن القيم رحمه الله تعالى تصرفات الهازل وعقوده من بيع وشراء ونحوه من حقوق العباد. والهزل فيما هو متضمن لحق الله وحق العبد كالنكاح والطلاق والعتق. والهزل فيما هو محض حق لله تعالى. وقرر رحمه الله تعالى حرمة الاستهزاء والهزل فيما هو محض حق الله تعالى فقال (٤) :

(ليس للعبد أن يهزل مع ربه ولا يستهزئ بآياته، ولا يتلاعب بحدوده وفي حديث أبي موسى (٥) (ما بال أقوام يلعبون بحدود الله ويستهزئون بآياته) . وذلك في الهازلين، يعني- والله أعلم- يقولونها لعباً غير ملتزمين لأحكامها وحكمها لازم لهم ...


(١) انظر: الجزء الثاني منه.
(٢) انظر: التعريفات للجرجاني ص/٢٢٩.
(٣) انظر: معجم مقاييس اللغة٦/ ٥١ والقاموس٤/ ٧٠.
(٤) انظر: أعلام الموقعين ٣/١٣٥ - ١٣٨.
(٥) هو: عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي الجليل رضي الله عنه توفي سنة ٤٢ هـ. (انظر: الإصابة ٢/ ٣٥١- ٣٥٢) .

<<  <   >  >>