للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محجن حتى وضع رجليه في القيد. فأخبرت ابنة حفصة سعداً بما كان من أمره. فقال سعد: لا والله لا أضرب اليوم رجلاً أبلى للمسلمين ما أبلاهم. فخلى سبيله فقال أبو محجن: قف كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها. أما إذ بهرجتني (١) فوالله لا أشربها أبداً) .

درجة هذه القصة:

ساق ابن القيم رحمه الله تعالى هذه القصة مرسلة من غير تخريج لها وقد ذكرها على سبيل الجزم بصحتها والأمر كذلك فإن هذه القصة المشهورة صحيحة الإسناد كما قرره الحافظ ابن حجر (٢) ولعل ابن القيم رحمه الله اكتفى باشتهار صحتها عن تخريجها. وقد رواها سعيد بن منصور في (سننه) (٣) وابن أبي شيبة وعبد الرزاق (٤) في مصنفيهما (٥) .

وجه الاستدلال:

ودلالة هذا الأثر نصية على سقوط الحد عن الغازي إذا كانت حاله كحال أبي محجن من الإبلاء في الإسلام والنكاية بالعدو وظهور مخايل التوبة النصوح منه فإن سعداً قد قال: (لا والله لا أضرب اليوم رجلاً أبلى للمسلمين ما أبلاهم فخلى


= والبلقاء اسم فرس لسعد رضي الله عنه.
(١) بهرجتني: أي أهدرتني بإسقاط الحد عني (انظر: النهاية ١/١٦٦) .
(٢) انظر: الإصابة ٤/١٧٣.
(٣) انظر: جلد ٢ قسم ٣ ص/٢١١.
(٤) هو: الحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعاني ولد سنة ١٢٦ هـ. وتوفي سنة ٢١١ هـ. رحمه الله تعالي (انظر: تهذيب التهذيب ٦/ ٣١٠، وميزان الاعتدال ٢/ ١٢٦، والأعلام للزركلي ٤/ ١٢٦) .
(٥) انظر: مصنف عبد الرزاق ٩/٢٤٣. وحاشية الأعظمي على سنن بن منصور ٢/٣/٢١١ فقد عزاه لابن أبي شيبة.

<<  <   >  >>