للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حل لأزمة السيولة لدى الدولة (١)، وهذا الابتكار يعد هندسة مالية إسلامية؛ إذ من أنشطة الهندسة المالية الإسلامية ابتكار المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وقد منع الصحابة -رضي الله عنهم- بيع هذا الصكوك ممن ملكها قبل أن يقبضها؛ كي تحافظ على مصداقيتها الشرعية، كما سبق في الحديث أن أبا هريرة نهى عن بيع الصكوك، وجاء في مصنف عبدالرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة عن الزهري (٢): "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنهما كَانَا لَا يَرَيَانِ بَأْسًا بِشِرَى الرِّزْقِ، إِذَا أُخْرِجَتِ الْقُطُوطُ (٣)، وَهِيَ الصِّكَاكُ، وَيَقُولُونَ: لَا تَبِعْهُ حَتَّى تَقْبِضَهُ" (٤)، وورد عندهما أيضًا عن نَافع مولى ابن عمر -رضي الله عنه- (٥)،


(١) انظر: الهندسة المالية الإسلامية ودورها في تمويل رأس المال العامل، ليحيى النعيمي، ص ٤٠.
(٢) هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري، من كبار التابعين الحفاظ والفقهاء، ولد سنة ٥٠ هـ، وهو أول من دون الأحاديث النبوية، ودون معها فقه الصحابة، قال أبو داود: جميع حديث الزهري " ٢٢٠٠ " حديث، توفي سنة ١٢٤ هـ. انظر: تهذيب الكمال، للمزي ٢٦/ ٤١٩. سير أعلام النبلاء، للذهبي ٥/ ٣٢٦.
(٣) القطوط: الجوائز والأرزاق، سميت قطوطا؛ لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع وصكاك مقطوعة. انظر: شرح السنة، للبغوي ٨/ ١٤٢، غريب الحديث، لابن الجوزي ٢/ ٢٥٢.
(٤) مصنف عبدالرزاق الصنعاني، كتاب البيوع، باب الأرزاق قبل أن تقبض، برقم ١٤١٦٨، ومصنف ابن أبي شيبة، كتاب البيوع والأقضية، باب في بيع صكاك الرزق، برقم ٢١٠٧٨. والأثر منقطع؛ فالزهري لم يدرك زيدًا -رضي الله عنه- فقد ولد في نفس السنة التي توفي فيها زيد -رضي الله عنه-، ولم يسمع الزهري من ابن عمر -رضي الله عنه-، فقد جاء عن ابن معين وأحمد وأبي حاتم: أن الزهري لم يسمع من ابن عمر -رضي الله عنه-. انظر: تهذيب الكمال، للمزي ١٠/ ٣١، ٢٦/ ٤٤٠، تهذيب التهذيب، لابن حجر ٩/ ٤٥٠.
(٥) هو نافع المدني أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمر، من أئمة التابعين بالمدينة، كان علامة في فقه الدين، متفقًا على رياسته، كان كثير الرواية للحديث، ولا يعرف له خطأ في جميع ما رواه، أرسله عمر بن عبد العزيز إلى مصر ليعلم أهلها السنن، توفي عام ١١٧ هـ. انظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر ١٠/ ٤١٢، الأعلام، للزركلي ٨/ ٥.

<<  <   >  >>