للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعُسْرَ} (١).

وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} (٢).

وقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٣).

وجه الدلالة من الآيات: أن هذه الآيات تدل على أن الله نفى الحرج عن الدين، ولم يُرد الله ليجعل على عباده من حرج، وأنه يريد اليسر بعباده، ويريد أن يخفف عنهم، ولا يكلفهم إلا ما في وسعهم، وقد تضمنت الآيات أن جميع ما كلفهم به أمرًا أونهيًا فهم مطيقون له قادرون عليه، وأن الله لم يكلفهم ما لا يطيقون، وأنهم في سعة ومنحة من تكاليفه، لا في ضيق وحرج ومشقة؛ فإن الوسع يقتضي أن ما كلفهم به مقدور لهم من غير عسر لهم ولا ضيق ولا حرج (٤)، "وذلك عام مطرد؛ لأن الله عز وجل لم يشرع حكمًا إلا وأوسع الطريق إليه، ويسره حتى لم يبق من دونه حرج ولا عسر" (٥)، والآيات التي تدل على رفع الحرج أكثر من أن تحصر، قال الشاطبي: "النصوص على رفع الحرج فيه -أي القرآن-كافية" (٦).

الدليل الثاني: الأحاديث النبوية الكثيرة الدالة على التيسير والسماحة، كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» رواه البخاري (٧).


(١) سورة البقرة، الآية ١٨٥.
(٢) سورة النساء، الآية ٢٨.
(٣) سورة البقرة، الآية ٢٨٦.
(٤) انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٤/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٥) الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية، للطوفي ٢/ ١٠٤.
(٦) الموافقات، للشاطبي ٤/ ٣٥٠.
(٧) رواه البخاري معلقًا في كتاب الإيمان، باب الدين يسر.

<<  <   >  >>