للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قولهم: ان الخلق هو المخلوق، وليس الخلق فعلا قائما بذاته، قول ضعيف، مخالف لقول جمهور المسلمين" (١) .

وبهذا يتبين أن القول الخامس هو القول الراجح وأن الاسم للمسمى، وأنه لابد من الاستفصال عن المقصود لمن قال: الاسم هو المسمى أو غيره.

٣- يلاحط على كتب الأشاعرة التى شرحت أسماء الله تعالى أنها مع أنها تثبت هذه الأسماء وما دلت عليه من الصفات، إلا أنها عند تفصيل القول في هذه الصفات تشرحها بما يوافق معتقدها، فإذا كان الاسم دالا على صفة يؤولونها نفوا دلالة الاسم على هذا المعنى الذي ينفونه وإن كان موافقا لمذهب السلف، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن أبرزها- مثلا- اسم تعالى: "العلى" فكل من شرح هذا الاسم من الأشاعرة المتأخرين فسروه بعلو الشرف والمكانة، وغير ها، ونفوا دلالته على إثبات علو الله على خلقه، ونصوا على نفي هذا المعنى عند شرحهم له (٢) .

وقد ذكر شيخ الإسلام أن الكلام في تفسير أسماء الله وصفاته وكلامه فيه من الغث والسمين ما لا يحصيه إلا الله (٣) . ولذلك فقد ناقش الأشاعرة في بعض الأسماء التى أولوها، ومن ذلك:

أ- اسمه تعالى " النور" فقد أطال-رحمه الله- في مناقشة الأشاعرة الذي نفوا هذا الاسم عن الله، وأولوه بأن المقصود الهادى، أو منور السموات أو غيرها، وبين أن اثبات هذا الاسم لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، وأنه تعالى نور هو مذهب السلف رحمهم الله تعالى.

وقد كانت ردوده على من تأول هذا الاسم كالرازى (٤) وغيره كما في:


(١) قاعدة في الاسم والمسمى- مجموع الفتاوى (٦/٢٠١-٢٠٢) .
(٢) انظر حول هذا الاسم: شأن الدعاء للخطابي (ص: ٦٦) ، وشرح أسماء الله للقشيري (ص: ١٥٠) ، والمقصد الأسنى للغزالي (ص: ١٠٨) ، ولوامع البينات للرازي (ص: ٢٥٩) .
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/٣٨٨) .
(٤) في أساس التقديس (ص: ٧٩-٨٠) - ط الحلبي-.

<<  <  ج: ص:  >  >>