للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- بل ذكر شيخ الإسلام أن إثبات أن الله نور هو قول قدماء الجهمية كالمريسي وغيرهـ الذي هو إمام الرازي في تأويلاتهـ ولذلك لما سألهم الإمام أحمد عن الله، قالوا: هو نور كله، يقول شيخ الإسلام: " إن كونه نورا أو تسميته نورا مما لم يكن ينازع فيه قدماء الجهمية وأئمتهم الذين ينكرون الصفات (١) "، ثم نقل كلام الإمام أحمد، ثم قال: فإذا "كان أئمة المؤسس وقدماء أهل مذهبه يقولون: إنه نور، فكيف يدعي الإجماع على خلاف ذلك" (٢) .

٦- كما رد على المؤولة بوجوه أخرى، وبأدلة من الكتاب والسنة (٢) .

ب- اسمه تعالى " الصمد ": حيث أنكر الرازي (٤) التفسير المأثور عن السلف من أنه الذي لا جوف له، لأنهـ على زعمهـ صفة الأجسام الغليظة.

ثم تأول هذا الاسم، وقد رد عليه شيخ الإسلام من نحو سبعة وثلاثين وجها، ناقلا أقوال السلف وأئمة التفسير في معنى هذا الاسم، كما انتقد تفسير بعض الأشاعرة للصمد بأنه الذي يصمد إليه في الحوائج، ونفيهم للمعنى الثاني الذي هو أشهر من هذا وهو أنه الذي لا جوف له، وذلك مثل الغزالي (٥) ، والخطابي (٦) ، والقشيري (٧) ، وغيرهم (٨) .

ب-كما انتقد شيخ الإسلام ما ذكره الأصفهاني في عقيدته من تسمية الله ب- " مريد ومتكلم" (٩) ، كما رد على الباقلاني الذي نفي أن يكون من أسمائه


(١) نقض التأسيس- مخطوط- (٣/٢٦) .
(٢) المصدر السابق (٣/٢٨) .
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/٣٩٢-٣٩٤) .
(٤) في أساس التقديس (ص: ٩٤-٩٥) - ط الحلبي.
(٥) المقصد الأسنى (ص: ١٣٤) ، وهو ما رجحه الزجاج فى تفسير أسماء الله (ص ٨٥) .
(٦) شأن الدعاء (ص: ٨٥) .
(٧) شرح أسماء الله الحسنى (ص: ٢١٨) ، وقد ذكر أن من الأقوال في الصمد أنه الذي لا جوف له، ولكنه صحح أنه الذي يصمد إليه في الحوائج.
(٨) انظر: نقض التأسيس- مخطوط- (٣/٩٣-٩٤) .
(٩) انظر: شرح الأصفهانية (ص: ٥) - ت مخلوف-، وممن سماه أيضا بالمريد والمتكلم الغزالي في المقصد الأسنى (ص: ١٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>