للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: في تفسير سورة الإخلاص، وقد بلغت مباحث المحكم والمتشابه فيها أكثر من ستين صفحة (١) .

الثالث: في الرسالة التي أفردها في هذا الموضوع بعنوان: الإكليل في المتشابه والتأويل (٢) .

وخلاصة منهج شيخ الإسلام وهدفه من هذه المناقشة الدفاع عن عقيدة السلف في الأسماء والصفات وغيرها والرد على المتكلمين الذين جعلوا من مسائل المحكم والمتشابه مدخلا لتأويل نصوص الصفات وتحريفها لتوافق عقائدهم وأصولهم الفاسدة، ويمن تلخيص منهجه من خلال الأمور التالية:

الأمر الأول: تحقيق مسألة: هل يجوز أن يشتمل القرآن على ما لا يعلم معناه؟:

وهي مسألة مهمة تبني عليها مسألة المتشابه، ولذلك أطال شيخ الإسلام الكلام حولها، خاصة في تعليقه أو مناقشته للرازي، الذي ذكر هذه المسألة في أساسه قبل حديثه عن المتشابه فقال ذاكرا الخلاف فيها: "اعلم أن كثيرا من الفقهاء والمحدثين والصوفية يجوزون ذلك. والمتكلمون ينكرونه" (٣) . ثم ذكر حجج المتكلمين الكثيرة، أعقبها بذكر حجج مخالفيهم، ثم قال: "هذا ما عندي من كلام الفريقين في هذا الباب وبالله التوفيق" (٤) .

وقد رجح شيخ الإسلام أدلة من يقول إنه لا يجوز أن يكون في القرآن مالا سبيل لنا إلى العلم به، وزاد على الأدلة التي أوردها الرازي أدلة أخرى كثيرة (٥) ،


(١) طبع تفسير سورة الإخلاص مستقبلا، وهو ضمن مجموع الفتاوى ج- ١٧، وبحوث المحكم والمتشابه (ص: ٣٨١-٤٤٣) من هذا الجزء.
(٢) ضمن مجموع الفتاوى (ج- ١٣ ص: ٢٧٠-٣١٣) . وضمن مجموع الرسائل الكبرى (٢/٥-٣٦) .
(٣) أساس التقدير للرازي (ص: ١٧٣) ط الحلبي.
(٤) المصدر السابق (ص: ١٧٧) ، وانظر (ص: ١٧٣-١٧٧) .
(٥) انظر: نقض التأسيس - مخطوط - (٢/٢٠٠-٢١٤) ، وانظر: أدلة أخرى عديدة في تفسير سورة الإخلاص - مجموع الفتاوى (١٧/٣٩٥-٤١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>