للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاضر كثيرا ما ينطلق دعاة الاستغراب والفكر العقلاني المتمرد على الإسلام وتراثه، باسم الحداثة أو غيرها، كثيرا ما ينطلق هؤلاء من مبدأ "التأويل" (١) .

ولأهمية موضوع التأويل والمجاز في علاقتهما بالعقيدة اهتم شيه الإسلام في بيان القول فيهما، دفاعا عن عقيدة السلف، وردا على أهل البدع، وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم إلى أفرد لموضوع التأويل مباحث مطولة في مقدمة كتابه "الصواعق المرسلة" (٢) ، ثم لما ذكر الطواغيت الأربعة جعل منها طاغوت المجاز (٣) .

وقد سبق عند الكلام عن المحكم والمتشابه عرض بعض القضايا المتعلقة بالتأويل، وبقيت بعض المسائل التي تحتاج إلى بيان، ونقد عرض لها شيخ الإسلام ومنها:

- التأويل في مصطلح المتأخرين. وتعارض ذلك مع فهم السلف له.

- القرائن المتصلة بالخطاب التي توضح أن النص ليس على ظاهره هل هو تأويل؟.


(١) مر دعاة التغريب بمرحلتين: إحداهما: رفض الإسلام والدين جملة وتفصيلا، والدعوة إلى التبعية لأفكار الغرب ومنطلقاتهم الإلحادية - شرقية أو غربية. والثانية: أ، هؤلاء لما وجدوا أن الشعوب الإسلامية - والطبقة الواعية بالذات - رافضة لمنهجهم وإلحادهم، متجهة نحو دينها وتراثها - أخذوا في مسايرة الموجه، فصاروا يبحثون عن منطلقات تراثية لأفكارهم، فوجدوا في آراء الجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والقرامطة، والباطنية، والصوفية، ما يعدونه تراثا له قيمة عظيمة ينبغي الرجوع إليه والانطلاق منه. وعلى سبيل المثال وجدوا٣ في قضية "التأويل" عند الفرق مجالا خصبا لدعم توجهاتهم الفكرية.

انظر مثلا: التأويل والحقيقة: قراءة تأويلية في الثقافة العربية، لأحد كتاب الحداثة وأسمه عليه حرب (ص:٢١) وما بعدها، و (ص:١٢١) وما بعدها، و (ص:٢٢١) وما بعدها. وقد دعا (ص:٢٣١) إلى تجديد التأويل، تبعا لأستاذه محمد أركون، وانظر أيضا: فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين ابن عربي تأليف: نصر حامد أبو زيد، (ص:١١) وما بعدها، وقد نعى في (ص:١٢) على ابن تيمية وابن القيم لقولهما إن المعرفة الدينية لا تتطور.
(٢) انظر: الصواعق المرسلة - الأصل - (ص:١٧٠-٦٣١) - ت الدخيل الله.
(٣) انظر: المصدر السابق (ص:١٧٣،٦٣٢) ، أما تفصيل القول فيه ففي مختصر الصواعق (٢/٢) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>