للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ما هو الذي يؤول والذي لا يؤول، وتناقض المتكلمين في ذلك.

- هل قال الإمام أحمد بالتأويل؟:

- الحقيقة والمجاز.

ويمكن مناقشتها من خلال الأمور التالية:

الأمر الأول: التأويل ومعانيه:

ابتدع المتأخرون معنى للتأويل لم يكن معروفاً عند السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وقالوا: هو صرف اللفظ من الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، ثم فسروا التأويل الوارد في آية آل عمران: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (آل عمران: من الآية٧) بهذا المصطلح الذي أحدثوه، ومن ثم أضفوا الشرعية علىتأويلاتهم لنصوص الصفات أو بعضها.

وقد أولى شيخ الإسلام هذه المسألة اهتماما كبيراً، وعرض لها في مناسبات عديدة من كتبه، وانطلق في ذلك من بيان التأويل الواردة في الكتاب والسنة وأقوال السلف، حيث أوضح من خلال التتبع الدقيق لموارد لفظة "التأويل" في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، وأئمة السلف (١) ، وانتهى من ذلك إلى أن التأويل ورد عندهم بمعنيين:

أحدهما: أنه بمعنى المرجع والمصير، والحقيقة التي تؤول إليها الشيء.

والثاني: أنه بمعنى التفسير (٢) .

أما المعنى الثالث الذي اصطلح عليه المتأخرون وهو صرف اللفظ من الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، فليس معروفا عندهم، يقول شيخ الإسلام


(١) انظر مثلا: تفسير سورة الإخلاص - مجموع الفتاوى - (١٧/٣٦٤-٣٧٢) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (٢/٢٤١-٢٤٧) .
(٢) انظر: شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى - (٥/٣٤٧-٣٥٠) ، والفتوى الحموية - مجموع الفتاوى (٥/٣٥-٣٦) ، ومجموع الفتاوى (٤/٦٨-٦٩) والدرء (١/١٤-١٥) ، والإكليل في المتشابه والتأويل - مجموع الفتاوى (١٣/٢٨٨-٢٨٩) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (٣/٢-٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>