للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي يعلي (١) - مع أنه انتقده فيما ذكره من تأويلات أخرى بعيدة، حيث أبطلها إلا واحدا (٢) .

فالحديث لا يحتاج إلى تأويل كما زعم النفاة، وقد بين ذلك شيخ الإسلام بوضوح (٣) .

٣- حديث "إني لأجد نفس - بفتح الفاء - الرحمن من قبل اليمن" (٤) ، وهو أيضا من الأحاديث التي ذكر الغزالي والرازي أن الإمام أحمد تأولها، يقول شيخ الإسلام بعد نقله كلام القاضي أبي يعلي وغيره حول معنى هذا الحديث (٥) ، "فهذا كلام القاضي أبي يعلى، وما ذكره فيه من كلام غيره، وقد بين أنه إ نما تأول الخبر لأن في الخبر نفسه ما دل على صحة التأويل، ومثل هذا لا نزاع فيه، فإنه إذا كان في الحديث الواحد متصلا به ما يبين معناه فذلك مثل التخصيص المتصل، ومثل هذا لا يقال فيه إنه خلاف الظاهر، بل ذلك هو الظاهر بلا نزاع بين الناس، ولهذا يقبل مثل ذلك في الإقرار والطلاق والعتاق والنذر واليمين وغيره ذلك ... " (٦) ، ومعنى الحديث إني أجد تفريج الله عن نبيه ما كان فيه من أذى المشركين، والرسول كثيراً ما يمدح أهل اليمن (٧) . وقوله "من قبل اليمن" يبين مقصود الحديث، لأنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك (٨) .


(١) انظر: نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١٠٥-١٠٧) ، وهو في أبطال التأويلات - مخطوط - (ص:٩٩-١٠٠) .
(٢) انظر: نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١٠٧-١٠٩) .
(٣) انظر: درء التعارض (٥/٢٣٦-٢٣٩) ، والاستغاثة (٢/٣٥٥-٣٥٦) ، والرسالة العرشية - مجموع الفتاوى (٦/٥٨٠-٥٨١) ، ومجموع الفتاوى (٦/٣٩٧-٣٩٨) ، والتدمرية (ص:٧١-٧٢) - المحققة.
(٤) رواه أحمد (٢/٥٤١) ، وقال العراقي في المغني - تخريج الأحياء (١/١٠٣) "رجاله ثقات".
(٥) انظر: نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١١٠-١١٤) ، وقارن بأبطال التأويلات - مخطوط - (ص:١٤٩-١٥١) .
(٦) نقض التأسيس - مخطوط - (٣/١١٤-١١٥) .
(٧) انظر: المصدر السابق (٣/١١٢-١١٣) ، وأبطال التأويلات (ص:١٤٩) .
(٨) انظر: مجموع الفتاوى (٦/٣٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>