للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهم هذه الصفات:

أولا: صفة الاستواء:

هذه الصفة يرد بحثها في موضعين:

أفي هذا الموضع، وهو الصفات الاختيارية القائمة بالله تعالى، لأنه تعالى استوى على العرش بعد خلقه، فهو متعلق بمشيئته وإرادته.

ب وفي موضوع "العلو"، لأن من أهم أدلة العلو الاستواء على العرش. ويلاحظ أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل والسمع. أما الاستواء فهو من الصفات المعلومة بالسمع فقط (١) .وبهذا يكون الاستواء جزءا من أدلة العلو السمعية.

ولذلك فإن الأشاعرة تأولوا الاستواء بأحد تأويلين:

أ) بالاستيلاء، وهذا تأويل نفاة العلو من متأخري الأشاعرة.

ب) أو بأنه فعل فعله الله في العرش سماه استواء، وهذا قول الأشعري وكثير من أصحابه الذين يثبتون العلو ولكن ينفون قيام الصفات الفعلية به. وقولهم هذا ليس خاصا بالاستواء، بل يشمل جميع الصفات الدالة على هذا المعنى كالنزول والمجيء والإتيان. ومعنى الاستواء عند هؤلاء أن الله "يحدث في العرض قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به نفسه فعل اختياري، سواء قالوا: الفعل هو المفعول أو لم يقولوا، وكذلك النزول ... " (٢) . وهذا سبب أصلهم في منع حلول الحوادث، ومعنى هذا القول أن الاستواء أو النزول أو المجيء ليس


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٥/١٢١-١٢٢) ، وشرح حديث النزول - مجموع الفتاوى (٥/٥٢٣) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (١/٢٩، ٣/٢٧١) .
(٢) شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى (٥/٤٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>