للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا نسبة وإضافة بين المخلوق والخالق من غير صفة فعل تقوم بالخالق نفسه (١) .

ومذهب السلف وأئمة السنة أن هذه الصفات الفعلية تقوم بذات الله تعالى كما دلت عليها النصوص.

فمتقدموا الأشاعرة أثبتوا الاستواء دالا على العلو فقط ولذا جعلوه من صفات الذات. ولم يثبتوه صفة فعل تقوم بالله. أما متأخروهم فقد نفوا دلالته على الأمرين (٢) .

ومنهج شيخ الإسلام في تقرير هذه الصفة - الاستواء - والرد على متأوليها، وهو كما يلي - باختصار -:

١- بين أدلة إثبات صفة الاستواء لله وأقوال السلف في معناه، وأنه مخالف لأقوال هؤلاء المتأولين. وقد أكثر شيخ الإسلام من النقول عن الأئمة - على اختلاف طبقاتهم وبلدانهم - التي يثبتون فيها صفة الاستواء لله تعالى ويردوهن على من تأوله بالاستيلاء أو غيره.

وغالب هذه النقول ذكرها شيخ الإسلام في إثبات صفة العلو لله تعالى ولعل الإشارة إليها هنا - مع ذكر مصادرها - يغني عن إعادته هناك (٣) .

٢- الرد على من أول استوى بمعنى استولى من عدة وجوه (٤) .


(١) انظر في مذهب الأشاعرة ومخالفتهم لمذهب السلف في ذلك: التبيان في نزول القرآن - مجموع الفتاوى (١٢/٢٥٠-٢٥١) ، ودرء التعارض (٦/٣٢١-٣٢٢) ، ومجموع الفتاوى (١٦/٣٩٣-٣٩٥) ، ومنهاج السنة (٢/٥١٣) ط دار العروبة المحققة والاستقامة (١/١٦٢) ، وشرح حديث النزول - مجموع الفتاوى (٥/٣٨٦) ، ونقض التأسيس - مطبوع (١/٥٦٥، ٢/٢٠٦، ٣١٦) .
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١٦/٣٩٥-٣٩٧) .
(٣) أهم هذه النقول ما ذكره في نقض التأسيس - مخطوط - (١/١٥،١٠٢-١٢١) ، ودرء التعارض (٦/١٩١-٢٦٧) ، وانظر أيضاً: الدرء (٢/٢٠-٢١، ٦/١١٥-١١٩) ، مجموع الفتاوى (٥/٣١٠-٣١٤، ٦/٣٩٨-٣٩٩) ، والتسعينية (ص:١٢٢،١٢٧-١٣١) ، شرح حديثا لنزول (٥/٥١٨-٥٢٢) .
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (٥/١٤٤-١٤٩) حيث أبطل تأويله من اثني عشر وجها، وانظر أيضا: التدمرية (ص:٨١-٨٤) - المحققة، ودرء التعارض (١/٢٧٨-٢٧٩) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (٢/٢٣٨-٢٤٠) ، والفتوى الحموية - مجموع الفتاوى (٥/٢٩-٤١) ، ومجموع الفتاوى (١٦/٣٩٥-٤٠٣) ، وتفسير سورة الاخلاص - مجموع الفتاوى - (١٧/٣٤٧-٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>