للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- الرد على متأخري الأشعرية بأقوال متقدميهم الذين أثبتوا الاستواء وردوا على من تأوله بالاستيلاء (١) .

٤- بقى مما يتعلق بالاستواء مسألتان:

إحداهما: هل يلزم من إثبات الاستواء على العرش أن يكون الله جسما؟ وقد أجاب شيخ الإسلام عن ذلك بأن مثبتي الاستواء اختلفوا:

- فمنهم من يقول: هو فوق العرش وليس بجسم، وهذا قول بن كلام والأشعرية القدماء.

- ومنهم من يقول: هو فوق العرش ولا أقول هو جسم ولا ليس بجسم، ثم من هؤلاء من يسكت عن هذا النفي والإثبات، ومنهم من يستفصل عن المراد بالجسم، فإن فسر بما ينزه الرب عنه نفاه، وإن فسر بما يتصف الرب به أثبته (٢) .

وشيخ الإسلام يرجح هذا القول الأخير الذي هو الاستفصال ما هو منهجه عموما مثل هذه المسائل.

والمسألة الثانية: مسألة "الحد"، وهل يقال إن استواء الله تعالى على العرشي بحد، أو بغير حد، وهذه مرتبطة بالمسألة السابقة، وقد أورد شيخ الإسلام الخلاف في ذلك بين مثبتي الاستواء؛ وأن منهم من قال بالحد، ومنهم من منع إطلاقه. وإن كان الذي ورد في عامة كتب السلف إطلاق الحد لبيان بينونة الله عن خلقه والرد على الجهمية والحلولية وغيرهم.


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٥/٣١٧-٣٢٠، ١٦/٩١) ، ونقض التأسيس - مخطوط - (١/٨٢-٨٤، ٢/١٠٢-١٠٣، ١٨٢-١٨٤) ، ونقض التأسيس - مطبوع - (٢/٩-١٠) ، ودرء التعارض (٦/١٩٣-٢٠٧) .
(٢) انظر: شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى (٥/٤١٨-٤١٩) ، ونقض التأسيس - مطبوع - (١/٣٩٦-٣٩٧، ٢/٦٢-٦٣، ١٠٦-١١١) ، ودرء التعارض (٤/٢٠٩-٢١١، ٦/٢٨٩-٢٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>