للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الجهمية الذين قالوا: ليس له حد، وقصدوا بذلك أنه لا يبياين المخلوقات ولا يكون فوق العالم لأن ذلك مستلزم للحد، فلم استفصل الأمر على أئمة السلف بذكر هذا اللازم وقيل لهم: بحد قالوا: بحد. ومقصودهم واضح جداً (١) .

هذه ملامح من منهج شيخ الإسلام في تقرير هذه الصفة والرد على من تأولها.

ثانياً: صفة "النزل":

القول في هذه الصفة كالقول في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الفعلية، ومذهب الأشاعرة فيها واحد، ومعنى النزول عندهم: أن الله يخلق أعراضا في بعض المخلوقات يسميها نزولا، وهذا بناء على أصلهم في نفي قيام الحوادث به (٢) ، وبعضهم يقول في النزول إنه من صفات الذات وإنه أزلي كما يقولون أيضا مثل ذلك في الاستواء والمجيء والغضب والفرح والضحك ونحوها (٣) . فالقول في صفة النزول كالقول في صفة الاستواء.

السلف رحمهم الله تعالى أثبتوا هذه الصفة كما وردت، وردوا على من تأولها بنزول أمره أو رحمته أو ملك أو غير ذلك. وأقوالهم في ذلك مشهورة متواترة (٤) .

ومن الأمور المتعلقة بصفة النزول:

١- بطلان قول من تأوله بنزول رحمته أو أمره أو ملك أو غير ذلك، وقد ذكر شيخ الإسلام في إبطال هذه التأويلات وجوها عديدة (٥) .


(١) انظر نقض التأسيس - مطبوع - (١/٤٤١-٤٤٦) .
(٢) انظر: شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى - (٥/٣٨٦) .
(٣) انظر: المصدر السابق (٥/٤١٠-٤١١) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (٥/٣٢٢،٣٧٤-٣٧٥،٣٧٨-٣٩٥) ، ومنهاج السنة (٢/٥١١-٥١٣) ط دار العروبة المحققة.
(٥) انظر: شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى - (٥/٣٦٩-٣٧٣، ٤١٥-٤١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>