للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسياق الأدلة مما يصعب حصره، وقد ذكر شيخ الإسلام أنها تبلغ مئين، وأن الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك (١) .

ونقل شيخ الإسلام عن بعض أكابر أصحاب الشافعية أنه قال: "في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على الله تعالى عال على الخلق، وأنه فوق عباده، وقال غيره: فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك ... " (٢) .

وقد ذكر ابن القيم في نونيته أكثر من عشرين نوعا من الأدلة، وكل نوع تحت عدد من الأدلة (٣) ، كما ذكر في الصواعق ثلاثين دليل من أدلة العقل والفطرة (٤) وهي كلها ملخصة مما ذكره شيخه في مناقشاته.

وخلاصة هذه الأدلة:

?- أما أدلة الكتاب والسنة، فمنها نصوص: الاستواء، والنزول، والرؤية (٥) ، وصعود الأعمال إليه، وعروج الملائكة إليه، وأنه في السماء، ونزول القرآن، وتنزل الملائكة، والمعراج، والسؤال عنه بالأين، والتصريح بالفوق، وغيرها كثير جداً.

?- أما أدلة العقل والفطرة، فقد ذكر شيخ الإسلام الخلاف في العلو هل يعلم بالعقل أو بالسمع، وذكر أن قول الجماهير أنه يعلم بالعقل وبالسمع. وهذا قول الكلابية وطريقة أكثر أهل الحديث. وممن قال إنه يعلم بالسمع أبو الحسن الأشعري وبعض أصحابه، ولكن هؤلاء يثبتون العلو بالسمع ويبطلون أدلة نفاته.


(١) انظر: درء التعارض (٢/٢٦) ، وانظر: القاعدة المراكشية (ص:٣٥) - ط دار طيبة.
(٢) مجموع الفتاوى (٥/١٢١) ، وانظر: الصواعق المرسلة - الأصل - (٤/١٢٧٩) ، والنونية لابن القيم (١/٤٨٦) ، مع شرح ابن عيسى.
(٣) انظر: النونية (١/٣٩٦) وما بعدها، مع شرح ابن عيسى.
(٤) انظر: الصواعق المرسلة - الأصل - (٤/١٢٧٩-١٣٤٠) .
(٥) انظر: جانبا من الرد على الرازي وتناقضه حول الرؤية والعلو في نقض التأسيس - مطبوع - (٢/٧٧-٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>