للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحاسبي، وأبي الحسن الأشعري، وتلاميذه كابن مجاهد، وأبي الحسن الطبري، والباقلاني، وابن فورك - في أحد قوليه - والقاضي أبي يعلي، والقرطبي، والخطابي، وغيرهم ممن جاءت نصوصهم صريحة واضحة في إثبات العلو والرد على الجهمية (١) .

فهؤلاء المتأخرون النفاة من الأشاعرة مخالفون لأقوال شيوخهم، وقد علق شيخ الإسلام على ذلك - بعد نقله أقوال أولئك في إثبات العلو وغيره من الصفات - بقوله: "فإذا كان قول ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابه، وهو الذي ذكروا أنه اتفق عليه سلف الأمة وأهل السنة، أن الله فوق العرش، وأن له وجها ويدين، وتقرير ما ورد في النصوص الدالة على أنه فوق العرش، وأ، تأويل (استوى) بمعنى استولى هو تأويل المطلين ونحو ذلك - علم أن هذا الرازي ونحوه هم مخالفون لأئمتهم في ذلك، وأن الذي نصره ليس هو قول ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابه، وإنما هو صريح قول الجهمية والمعتزلة ونحوهم، وإن كن قد قاله بعض متأخري الأشعرية كأبي المعالي ونحوه" (٢) .

الثالث: "أن يقال حول قوله باتفاق الجمع العظيم على إنكار العلو - "لم يطبق على ذلك إلا من أخذه بعضهم عن بعض، كما أخذ النصارى دينهم بعضهم عن بعض، وكذلك اليهود والرافضة وغيرهم.

فأما أهل الفطر التي لم تغير فلا ينكرون هذا العلم، وإذا كان كذلك فأهل المذاهب الموروثة لا يمتنع أطباقهم على جحد العلوم البديهية، فإنه ما من طائفة من طوائف الضلال - وإن كثرت - إلا وهي مجتمعة على جحد بعض العلوم الضرورية" (٣) .


(١) انظر نصوص أقوالهم في: درء التعارض (٢/١٢-١٣، ٦/١١٩-١٣٤، ١٩٣-٢١٢، ٢٤٢-٢٤٣) ، ومجموع الفتاوى (٥/١٥٢، ١٣/١٧٤، ذ٦/٨٩-٩١) ، ومنهاج السنة (٢/٢٥١-٢٥٢) ط دار العروبة - المحققة - ونقض التأسيس - مطبوع - (١/١٢٧، ٢/١٤-٣٥، ٤٣٣-٤٣٩) ، - مخطوط - (١/٥٥-٨٢، ٢/١٠٩-١١١، ١٨١-١٨٢) ، وغيرها كثير جداً.
(٢) نقض التأسيس - مطبوع - (٢/٣٥) .
(٣) درء التعارض (٦/٢٦٧-٢٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>