للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام، وإنما سمى ذلك كلاما على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه، وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم، فمنهم من اقتصر على هذا القدر، ومنهم من احترز عما عمل دخوله على هذا الحد، فزاد فيه: "تنافي (١) السكوت والخرس والآفات المانعة فيه (٢) من الكلام، ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله تجسيم، وإثبات اللغة تشبيه، وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل:

إن البيان من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا (٣)

فغيروه وقالوا:

إن الكلام من الفؤاد (٤) " (٥) .

ثم نقل شيخ الإسلام نصوصا أخرى للسجزي وللكرجي، ولأبي حامد الإسفراييني الذي اشتهر عنه مخالفة ابن كلاب والأشاعرة في مسألة كلام الله، التي تطرق إليها في أصول الفقه عند الكلام على صيغ الألفاظ، وأن الأمر هل هو أمر لصيغته أو لقريبنة تقترن به (٦) .


(١) في الرد على من أنكر الحرف [ما ينافي] .
(٢) [فيه] ليست في الرد على من أنكر الحرف.
(٣) لم أجده في ديوانه - صنعة السكري - وكثيرا ما يورده الأشاعرة في كتبهم. انظر التمهيد للباقلاني (ص:٢٥١) ت مكارني، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص:٧٥) ، وغاية المرام (ص:٩٧) ، وذكر المحقق في الحاشية أن بعض طابعي ديوان الأخطل أضافوا هذا البيت إلى ما نسب غليه. وانظر الرد على من أ، كر الحرف والصوت (ص:٩٢-٩٣) - حاشية المحقق. وقال شيخ الإسلام في الإيمان (ص:١٣٢) ط المكتب الإسلامي: "من الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره، وقالوا: إنهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه. وهذا يروى عن أبي محمد الخشاب. وقال بعضهم: لفظه: إن البيان لفي الفؤاد ... "، وانظر: مجموع الفتاوى (٦/٢٩٦-٢٩٧) .
(٤) في الرد على من أ، كر الحرف والصوت (ص:٩٢) :
أن الكلام من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الكلام دليلا
(٥) درء التعارض (٢/٨٣-٨٦) ، وقارن بالرد على من أنكر الحرف والصوت (ص:٨٧-٩٢) . ط على الآلة الكاتبة.
(٦) انظر: درء التعارض (٢/٩٥-١٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>