للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الخبر عن الله ليس هو الخبر عن الشيطان الرجيم" (١) ، ولا شك أيضاً أن معنى آية الكرسي هو معنى آية الدين، كما أن معاني {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الاخلاص:١) ليس هي معاني {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:١) (٢) .

وكذلك أيضاً فإن "المعاني التي أخبر الله بها في القرآن في قصة بدر وأحد والخندق، ونحو ذلك لم ينزلها الله على لسان موسى بن عمران، كما لم ينزل على محمد تحريم السبت، ولا الأمر بقتال عباد العجل فكيف يكون كلام الله معنى واحدا" (٣) .ومن المعلوم أن التوراة إذا عربت لم تكن هي القرآن، كما أن آية الكرسي ليست معنى آية الدين (٤) .وهذا واضح جدا، ويلاحظ أن الأشاعرة يلتزمون هذه اللوازم الفاسدة فيقولون: إن كلام الله معنى واحد، فلا يفرقون بين آية الدين وآية الكرسي، ولا بين القرآن والتوراة، بل كل ذلك معنى واحد لا يتبعض ولا يتجزأ، ولا يتكلم الله بشيء منه دون شيء إلا على معنى خلق إدراك للخلق فقط - كما سبق -.

بل إن شيخ الإسلام يرى أنه يلزم على قولهم أن تكون الحقائق الموجودة كالملائكة والجن، والجنة والنار - شيئاً واحدا، لأن معاني الكلام تتبع الحقائق الخارجة، وهذا لازم لا محيد لهم عنه (٥) .

٢- يقال للاشاعرة: موسى لما كلمه الله، أفهم كلامه كله أو بعضه؟ إن قلتم: كله، فقد صار موسى يعلم علم الله، وهذا من أعظم الباطل، وإن قلتم بعضه: فقد تبعض كلام الله وأنتم تقولون: إنه لا يتبعض. وفي هذا إبطال لقولكم (٦) . وأيضاً فإن الله فضل موسى بالتكليم على غيره ممن أوحى إليهم،


(١) التسعينية (ص:١٧٥،١٧٧) .
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١٢/١٢٢،٢٦٧) ، ومنهاج السنة (٣/١٠٤) - ط بولاق، وجواب أهل العلم والإيمان - مجموع الفتاوى (١٧/٧١) .
(٣) منهاج السنة (٣/١٠٤) ط بولاق.
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (١٢/٥٥٨) ، والدرء (١/٢٦٧، ١١٢-١١٣) .
(٥) انظر: مجموع الفتاوى (١٢/٥٥٨) ، والدرء (١/٢٦٧،١١٢-١١٣) .
(٦) انظر: التسعينية (ص:١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>