للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرع الثاني: أفعال العباد ومسألة "الكسب":

ومن خلال ذلك سيتم عرض الخلاف باختصار، وبيان مذهب الأشاعرة وخطئهم ومنهج شيخ الإسلام في الرد عليهم من خلال بيانه لمذهب السلف.

أما تعريف القدر اصطلاحا: فهو تقدير الله تعالى الأشياء في القدم، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها، وخلقه لها.

والإيمان بالقدر يشمل الإيمان بأربع مراتب:

الأولى: العلم، أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه الأزلي.

الثانية: الكتابة: وأن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.

الثالثة: المشيئة: وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته - سبحانه -، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.

الرابعة: الخلق: أي أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد. هذا هو مذهب السلف الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة (١) .

وبعد بيان مذهب السلف بإجمال ننتقل إلى الكلام على الفرعين السابقين:

[الفرع الأول: المسائل المتعلقة بالقدر]

وهذه المسائل: منها ما للخلاف فيه تأثير على مسألة القدر، حسب مذهب كل طائفة، ومنها ما له علاقة قوية بالقدر أو هي اثر من آثار الخلاف فيه. وأهم هذه المسائل:

أولاً: تعليل أفعال الله وإثبات الحكمة فيها:

كل ما خلقه الله تعالى فله فيه حكمة، والحكمة تتضمن شيئين:

أحدهما: حكمة تعود إليه تعالى، يحيها ويرضاها.


(١) انظر: الواسطية - مجموع الفتاوى - (٣/١٤٨-١٥٠) ، وشفاء العليل لابن القيم (ص:٦٦) ط دار التراث.

<<  <  ج: ص:  >  >>