للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بين شيخ الإسلام أن جماهير المرجئة يقرون بأن عمل القلب داخل في الإيمان، كما نقله أهل المقالات عنهم (١) .

وأما عمل الجوارح: ودخوله في الإيمان فقد بينه شيخ الإسلام ورد فيه على الأشاعرة وغيرهم من المرجئة كما يلي:

أسياق أدلة دخول الأعمال في مسمى الإيمان، من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، وأئمة السلف،

١- أما نصوص القرآن والسنة فقد أورد بعضها (٢) ، ونقل عن المروزي، والإمام أحمد ما استشهدا به منها (٣) .

٢- كما نقل كلام العلماء وأئمة السلف، الذين حكوا الإجماع، الذي ذكره الشافعي، وابن عبد البر (٤) .

وليس بعجيب أن يخالف المرجئة هذه النصوص وتلك الأقوال التي سطرها أئمة السنة، فلهم في مسائل الصفات والقدر أمثلة كثيرة مشابهة. والله المستعان.

ب أما من قال من المرجئة إن الإيمان يتناول الأعمال مجازا فقد رد شيخ الإسلام هذا القول من وجهين:

أحدهما: كلامه في الحقيقة والمجاز - ولشيخ الإسلام في ذلك رأي في ذلك وهو منع المجاز في اللغة والقرآن، وقد سبق بيان ذلك في مبحث الصفات. على رأي شيخ الإسلام يكون القول بأن الأعمال داخلة في الإيمان مجازا، باطل (٥) .


(١) انظر: المصدر السابق حيث نقل أقوال المرجئة (٧/٥٤٣-٥٥٥) .
(٢) انظر: الإيمان (ص:١٥٢-١٥٣) .
(٣) انظر: المصدر السابق (ص:٣٠٠-٣٠٢، ٣٨٣-٣٨٤) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (ص:٢٩٢-٣١٥) ، وانظر التمهيد لابن عبد البر: (٩/٢٣٨) وما بعدها، (٢٤٣) وما بعدها، (٢٥١) وما بعدها.
(٥) انظر: الإيمان (ص:٨٣-١١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>