للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرنج على القدس، وأنه رأى طائفة من الصوفية فأعجبه ما بينهم من ألفة ومحبة - ولعله لمس أن فيها شبها من رهبنة النصارى - فسألهم عن حالهم فأخبروه، فقال لهم: أبني لكم مكانا لطيفا تتآلفون فيه وتتعبدون، فبنى لهم تلك الخانقاه ثم نتشرت بعد ذلك (١) وفي القرن السادس والسابع كثر بناء الخوانق والربط، فانتشرت في مصر والشام بحيث أصبحت أماكن معروفة ومشهورة يرتادها الصوفية من كل مكان ويتلقون فيها - إضافة إلى دروس العلماء وممارسة العبادات والأوراد الصوفية - وكافة ما يحتاجونه من مطعم ومشرب ومأوى وأموال تصرف لهم أحيانا، حتى أصبحت لها امتيازات ليست لغيرها - بسبب الأموال والأوقاف الكثيرة التي تجلب لها - (٢) .

ب - عاش في هذا العصر طائفة من كبار الصوفية الذين كان لهم أتباع ومريدون ولا شك أن وجود هؤلاء في أماكن مختلفة يؤدي إلى أن يصبح التصوف ظاهرة اجتماعية حيثما حل الإنسان في بلد يجد هذه الفئات المتزهدة المظهرة للفقر والحاجة، ومن أهم رجال التصوف المشهورين في هذا العصر:

١ - ابن عربي محيي الدين محمد بن علي بن محمد، توفي سنة ٦٣٨هـ.

٢ - ابن الفارض، عمر بن علي بن مرشد الحموي، توفي سنة ٦٣٢هـ.

٣ - أبو الحسن الشاذلي، علي بن عبد الله بن عبد الجبار، توفي سنة٦٥٦هـ.

٤ - أبو القاسم بن منصور بن يحيى المالكي الأسكندري المعروف بالقباري، توفي سنة ٦٦٢هـ.

٥ - خضر بن أبي بكر المهراني، كان الظاهر بيبرس يعتقد فيه ويخضع له، توفي سنة ٦٧٦هـ.

٦- أحمد البدوي، أحمد بن علي بن إبراهيم القدسي الملثم، توفي سنة٦٧٥هـ

٧- التلمساني المرسي، محمد بن موسى بن النعمان، توفي سنة ٦٨٦هـ.


(١) انظر: خطط الشام (٦/١٣٠) ، والمجتمع الإسلامي في بلاد الشام (ص١٥١) .
(٢) انظر: حصراً بأسماء هذه الخوانق والربط والزوايا في مصر والشام: خطط المقريزي (٢/ ٤١٤- ٤٣٦) ، ومنادمة الأطلال (ص٢٧٢ - ٣١٦) ، وحسن المحاضرة (٢/٢٦٥ - ٢٦٧، ٢٧٣) ، والمجتمع الإسلامي في بلاد الشام (ص١٥٠ - ١٥٥) ، خطط الشام (٦/١٣٠ - ١٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>