للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشكون ابن تيمية ويطلبون منه أن يسلم لهم حالهم، وأن يكف إمارته عنهم، وأن لا يعارضهم ولا ينكر عليهم، وأرادوا أمام الناس إظهار أحوالهم الشيطانية، فلما جاء شيخ الإسلام تكلم عن اتباع الشريعة وأنه لا يسع أحدا الخروج عليها، ورد على دعواهم أنهم يستطعون دخول النار وأن أهل الشرع لا يستطعون ذلك، وعزم على أن يدخل معهم بشرط أن يغسلوا أجسامهم بالخل والماء الحار وقال في أثناء المناقشة: ومع هذا فلو دخلتم النار أو طرتم في الهواء وفعلتم ما فعلتم لم يكن دليلا على صحة ما تدعونه من نحالفة الشرع، وبعد ما غلبوا وبهتوا أقروا بأن يلتزموا التزاما تاما بالكتاب والسنة ومن خرج عنهما ضربت عنقه.

وهكذا قضى على هذه الفتنة العطمة، وأحبطت مزاعم هذه الطائفة المنحرفة الذين " كانوا لفرط انتشارهم في البلاد، واستحواذهم على الملوك والأمراء والأجناد، لخفاء نور الإسلام، واستبدال اكثر الناس بالنور الظلام، وطموس آثار الرسول في أكثر الأمصار، ودروس حقيقة الإسلام في دولة التتار، لهم في القلوب موقع هائل، ولهم فيهم من الاعتقاد ما لا يزول بقول قائل " (١) .

٤- في سنة ٧٠٤ هـ قام باستتابة شيخ يسمى إبراهيم القطان، وحلق رأسه وقلم أظافره وكانوا طوالا جدا، واستتابه من كلام الفحشى وأكل ما يغير العقل، وما لا يجوز من المحرمات، وبعد ذلك استحضر الشيخ محمد الخباز البلاسي فاستتابه أيضا عن أكل المحرمات ومخالطة أهل الذمة (٢) . وفي الاسكندرية توب رئيسا من رؤساء الصوفية (٣) ، كما أنكر على طائفة القلندرية (٤) ،


(١) مناظرة ابن تيمية لدجاجلة البطائحية. مجموع الفتاوى (١١/٤٥٦-٤٥٧) ، وانظر: تفاصيل أخرى مهمة من (ص: ٤٤٥-٤٧٥) وهي ضمن مجموعة الرسائل والمسائل، ط المنار (١/ ١٢١-١٤٦) ، وانظر في قصتهم: العقود (ص: ١٩٤) ، والبداية والنهاية (١٤/٣٣) .
(٢) انظر: البداية والنهاية (١٤/٣٣) .
(٣) انظر العقود (ص: ٢٧٤) .
(٤) ويسمون الملامية أو الملامتية، واليونسية والحيدرية، وهى من طوائف الصوفية المنحرفة نشأت بعد الستمائة بقليل في دمشق، انظر: أخبارهم في خطط المقريزي (٢/٤٣٢-٤٣٣) ، والرد الوافر مع الحاشية (ص: ٩٤-٩٥) ، وانظر: فتوى شيخ الاسلام فيهم في مجموع الفتاوى (٣٥/١٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>