للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: (سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها تصديق بكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، من عمل بها مهتدى، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيرا" (١) ، قال مالك: (فأعجبني عزم عمر على ذلك" (٢) ، فعلى هذا القول فلفظ الجماعة مطاب للرواية الأخرى لحديث الافتراق حيث قال: (وتفترق أمتي على ثلاث وسبعبن ملة كلهم في النار الا ملة واحدة قالوا: ومن هي يارسول الله؟، قال: ما أنا عليه وأصحابي" (٣) ،

والصحابة لهم خصوصيات كثيرة، فهم الذين شاهدوا التنزيل،- وسمعوا من الرسول، فلهم من العلم والفضل، والاقتداء ما ليس لغيرهم ممن جاء بعدهم.

٢- وقيل: إن الجماعة هم أهل الحديث، أو أهل العلم (٤) المجتهدون " لأن الله جعلهم حجة على الخلق، والناس تبع لهم في أمر الدين" (٥) ،


(١) روا. ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/٢٢٨) بسنده الى مالك عن عمر بن عبد العزيز، وأيضا رواه أبو نعيم في الحلية (٦/٣٦٤) ، والآجرى في الشريعة في عدة مواضع (ص: ٤٨،٦٥، ٣٠٧) ، واللالكالي في شرح السنة رقم (١٣٤) . ولكن هذا الكلام مروى عن مالك، رواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (ص: ٧) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٨/٨٨) .
(٢) الاعتصام (٢/٢٦٣) .
(٣) رواه الترمذى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كتاب الإيمان، ورقمه (٢٦٤١) ، ورواه الحاكم (١/١٢٨-١٢٩) ، والآجرى في الشريعة من طريقين (ص: ٥ ا-١٦) ، واللالكائي شرح السنة، رقم (٤٥ ١-١٤٧) ، والعقيلى في الضعفاء الكبير (٢/٢٦٢) ، وابن وضاح في البدع والنهى عنها (ص:٨٥) .

وقال فيه الترمذى: " هذا حدث حسن، غريب مفسر لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه، قال في تحفة الأحوذى (٣/٣٦٨) ، هندية: (في سنده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف، فتحسين الترمذى له لاعتضاده بأحاديث الباب". قول النرمذى " مفسر" اسم مفعول من التفسير، أى: مبين، بين فيه ما لم يبين في حديث أبي هريرة المتقدم (تحفة الأحوذى: ٣/٣٦٨- هندية) ، وذكره ابن تيمية محتجا به، حيث نقل تحسين الترمذي له. اقتضاء الصراط المستقيم (١/١١٦) المحققة.
(٤) يلاحظ أن بعض العلماء عبر عن الحديث بالعلم، فالخطيب البغدادى سمى كتابه: تقييد العلم، واين عبد البر سمى كتابه:: جامع بيان العلم وفضله، وقصدهم الحديث.
(٥) فتح الباري (١٣/٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>