للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاصة إذا كان هذا الزواج في حياة الأشعري المبكرة، حيث يكون التأثير أقوى، والتتلمذ على يد علماء السنة- إن حصل- لم يكن قد بلغ مرحلة النضج وا لاستقلال.

وعلى أي حال فمما لا خلاف فيه أن الأ شعري تتلمذ على يد الجبائي المعتزلي فمن الجبائي وما أهم آرائه؟.

الجبائي هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان، مولي عثمان بن عفان- رضى الله عنهـ، الجبائي (١) البصري، ولد سنة ٢٣٤- أو- ٢٣٥ هـ ودرس الاعتزال على شيخ المعتزلة أبي يعقوب يوسف ابن عبد الله الشحام الذى انتهت عليه رئاسة المعتزلة في البصرة، ولما توفي الشحام سنة ٢٦٧ هـ تبوأ مكانه في رئاسة المعتزلة تلميذه أبو على الجبائي، الذي عده ابن المرتضي على رأس الطبقة الثامنة من طبقات المعتزلة (٢) ، وبقي أبو علي ينافح عن مذهب المعتزلة ويرد على من خالفه من المعتزلة وغيرهم، فكان ممن رد عليه أبو الحسن الخياط، والصالحي والجاحظ والنظام وغيرهم من المعتزلة، كما رد على تلميذه أبي الحسن الأشعري الذى كانت له أيضا كتب كثيرة في الرد كل من شيخه الجبائي، ولم يصل إلينا شيء من كتبه، وآراؤه مبثوثه في كتب المقالات - وأهمها كتاب الأشعري- وفى كتب المعتزلة وأهمها كتب عبد الجبار الهمذاني. ومن أبرز تلاميذ الجبائي أبو الحسن الأشعري- الذى ترك الاعتزال- وابنه أبو هاشم الجبائي الذى صار إماما للمعتزلة بعد والده، وقد توفي أبو على الجبائي سنة ٣٠٣ هـ (٣) .


(١) نسبة الى "جبي"بلد من أعمال خوزستان (الأهواز) قريبة من البصرة وليست من أعمالها،انظر كتاب الأقاليم للإصطخرى- المخطوط- (ص: ٥٤) ، والروض المعطار (ص: ١٥٦) ، ومعجم البلدان (٢/٩٧) ، وكلهم ذكر أبا علي الجبائي ونسبته اليها.
(٢) انظر: كتاب المنية والأمل، تحقيق محمد جواد مشكور (ص: ١٧٠) .
(٣) انظر ترجمته فى: الأنساب (٣/١٧٦) ، والمنتظم (٦/١٣٧) ، ووفيات الأعيان (٤/٢٦٧) ، وسير أعلام النبلاء (١٤/١٨٣) ، والوافي (٤/ ٧٤) ، والبداية والنهاية (١١/١٢٥) ،وطبقات المفسرين للداودى (٢/١٨٩) ، ولسان الميزان (٥/ ٢٧١) ، والمنية والأمل (ص:١٧٠) ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>