الآخر: العكس: وهو أن الأشعري، انتقل أولا إلى مذهب السلف، - الذي يسمونه مذهب الحنابلة- فألف الابانة في حال الحماس والاندفاع، ثم بعد ذلك انتقل إلى الطور الأخير الذي توسط فيه، وألف فيه كتبه ومنها اللمع، فهؤلاء يبنون قولهم علي أن الإبانة قبل اللمع (١) .
هذه أهم الأقوال الواردة في مسألة رجوع الأشعري-رحمه الله- ويمكن تلخيصها كما يلي:
١- إن الأشعري تحول عن الاعتزال إلى التوسط، أو ما يسمي بمذهب الأشعري، وان ما رجع إليه هو الحق.
٢- أنه رجع الى مذهب السلف والقول الحق- الذي هو مذهب الإمام أحمد -ولم تختلف أقواله ولا كتبه.
٣- أنه رجع الى المذهب الحق لكنه تابع ابن كلاب وبقيت عليه بقايا اعتزالية.
٤- أنه رجع أولا إلى التوسط ومتابعة ابن كلاب، ثم رجع إلى مذهب السلف رجوعا كاملا..
٥- أنه رجع أولا إلى مذهب السلف، ثم انتقل إلى التوسط واستقر عليه.
مناقشة هذه الأقوال:
أما بالنسبة للقول الأول والثاني فمبنيان علي أن ما سطره الأشعري في كتبه إنما هو المذهب الحق الذي يقولون به، فالأشاعرة المتأخرون الذين انحرفوا
(١) وهذا رأي الكوثري كما في تعليقه عل تبيين كذب المفترى (ص: ٣٩٢) ، وتعليقه على كتاب اللمعة (ص: ٥٧) ، وحمودة غرابة في كتايه عن الأشعري (ص: ٦٧-٦٩) ، وفي مقدمة تحقيقه للمع (ص:٦-٩) ، وهو رأي عرفان عبد الحميد في دراسات في الفرق والعقائد (ص:١٤٨) ، وجلال موسى في نشأة الأشعرية (ص: ١٩٤-١٩٥) ، وأحمد صبحي في كتابه عن الأشاعرة (ص:٤٥-٤٦) ، وفوقية محمود في مقدمة الإبانة (ص ٧٩-. ٨، ٩٠، ١٩١) ، والسقا في كتابه: الله وصفاته (ص:١٠٠-١٠٣) .