للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعاجز لا يكون إلها ولا قديما، فدل ما قلناه على أن صانع الأشياء واحد، وقد قال تعالى: {لو كان فيهما ألهة إلا الله لفسدتا} [الأنبياء:٢٢] ، فهذا معنى احتجاجنا آنفا" (١) .

ودليل التمانع احتج به العلماء، وهو دليل صحيح، أما الاستدلال له بآية {لو كان فيهما ألهة إلا الله لفسدتا} ، فقد بناه الأشعري على رأيه في معنى الإله وأن المقصود به: القادر على الاختراع والخلق، ففسر الألوهية بتوحيد الربوبية، يقول الشهرستاني:"قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري: إذا كان الخالق على الحقيقة هو الباري تعالى، لا يشركه في الخلق غيره، فأخص وصفه تعالى هو: القدرة على الاختراع، قال: وهذا هو تفسير اسمه تعالى: الله" (٢) .

والآية إنما هي في توحيد الألوهية، وأما توحيد الربوبية فقد كان المشركون وجميع الأمم مقرين به، ولذلك جاءت الرسل بتقرير توحيد الألوهية والرد على المشركين فيه، واحتجوا على ذلك بتوحيد الربويية، لأنه مستلزم له، أما توحيد الألوهية- الذى دلت عليه الآية- فهو متضمن لتوحيد الربوبية.

ج- عقيدته في الأسماء والصفات:

أما الأسماء:

فيثبت الأشعري جميع ما ورد من أسماء الله تعالى، ويعتمد في ذلك على السمع فقط، فما ورد أثبته، ومالم يرد سكت عن إثباته، ولذلك ناظر أبا علي الجبائي حول هل يسمى الله عاقلا مستخدما هذا المنهج (٣) .

وأما الصفات:

فإنه أثبت أيضا ما ورد في النصوص، وإن كان قد استدل لبعضها بالأدلة


(١) اللمع (ص: ٨) - ت مكارثي، وذكره أيضا مع الإحتجاج بالآية في الرسالة إلى أهل الثغر (ص:٤١) .
(٢) الملل والنحل (١/ ١٠٠) ، وذكره في نهاية الإقدام (ص: ٩١) ، كما ذكره ابن فورك في المجرد (ص: ٤٧) ، والبغدادي في أصول الدين (ص: ١٢٣) .
(٣) سبق عند الحديث عن أسباب رجوع الأشعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>