للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحسين بن الفضل البجلى (١) ، والجنيد (٢) ، وقد قرن الكلاعي-كما نقل عنه ابن عساكر- بين عبد العزيز المكي والحارث المحاسبي وابن كلاب في الزهد ومقاومة أهل البدع فقال بعد إشارته إلى محنة خلق القرآن وتورع أحمد ابن حنبل عن مجادلتهم- وانهم موهوا بذلك على الملوك: "وكان في ذلك الوقت من المتكلمين جماعة كعبد العزيز المكي والحارث المحاسبي وعبد الله بن كلاب وجماعة غيرهم وكانوا أولي زهد وتقشف لم ير واحد منهم أن يطأ لأهل البدع بساطا ولا أن يداخلهم، فكانوا يردون عليهم ويؤلفون الكتب في إدحاض حججهم إلى أن نشأ بعدهم وعاصر بعضهم بالبصرة أيام إسماعيل القاضي ببغداد أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري رضي الله عنه ... " (٣) وسياق هذا الكلام جاء لبيان فضائل الأشعري وأنه صار يؤلف ويقصد أهل البدع ليناظرهم (٤) ،

وإلا فعبد العزيز المكي ناقش المعتزلة في مجلس المأمون وأثبت ذلك في كتابه الحيدة (٥) ، وابن كلاب ذكر بعض مترجميه أنه دمر على المعتزلة في مجلس المأمون.


(١) هو: الإمام اللغوي المفسر أبو على البجلي الكوفي ثم النيسابوري توفي سنة ٢٨٢ هـ، طبقات المفسرين (١/١٥٦) ، والوافي (١٣/٢٧) ، وسير أعلام النبلاء (١٣/٤١٤) .
(٢) انظر: أصول الدين (ص:٣٠٩) .
(٣) تبيين كذب المفتري (ص: ١١٦) .
(٤) انظر: نفس المصدر والصفحة..
(٥) هناك خلاف حول نسبة كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، فيرى الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/٦٣٩) أنها لم تصح نسبتها اليه وتابعه السبكي في الطبقات (٢/١٤٥) ، أما الذين أثبتوا نسبته إليه فهم جماهير العلماء ومنهم: الخطيب في تاريخ بغداد (١٠/٤٤٩) ، وابن النديم في الفهرست (ص: ٢٣٦) - ط طهران-، وابن العماد في الشذرات (٢/٩٥) ، والفاسي في العقد الثمين (٥/٤٦٦-٤٦٧) ، وابن حجر في التهذيب (٦/٣٦٣) ، وفي التقريب (٢/٥١٣) ، وابن تيمية في درء التعارض (٢/٢٤٥) ، ومابعدها حيث نقل منه نصوصا، وأيضا (٦/١١٥) ، بل والذهبي في دول الإسلام (١/١٤٦) حيث قال عنه "صاحب كتاب الحيدة،، وأشار ابن الجوزي في المنتظم (٨/٨١) الى أنه في عهد القادر بالله سنة ٤٢٠ هـ اجتمع العلماء والقضاة وكان مما قرأوه المناظرة التي جرت بين الكناني والمريسي، وانظر: مقدمة تحقيق الحيدة: جميل صليبا (ص: ٧ ا-٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>