للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يذكر مناقشات أخرى لنفاة العلو (١) .

ب- صفات الفعل:

مع أن ابن كلاب يثبت الأسماء والصفات كما سبق الا أنه ينفي منها ما يتعلق بمشيئة الله وإرادته، بناء على نفي حلول الحوادث بذات الله تعالى، وهو بهذا قد وافق المعتزلة على هذا الأصل المقرر عندهم المبني على دليل حدوث الأجسام وهو أن من قامت به الحوادث لا يخلو منها، فنفوا جميع الصفات عن الله تعالى بناء على ذلك، أما ابن كلاب فقد خالفهم فأثبت لله الصفات الذاتية والمعنوية وجعلها أزلية (٢) ، ونفي الصفات الاختيارية لموافقته لهم على هذا الأصل، ويمكن عرض مذهبه وبيان الأدلة على أنه يقول بهذا الأصل، من خلال ما يلي:

١- قوله بأزلية الصفات كلها دون أن يفرق بين صفات الذات وصفات الفعل، فيجعل صفات الرضي والسخط والمحبة والكرم والجود أزلية كالسمع والبصر والحياة، حتى لا يفهم منها ما يدل على الصفات الاختيارية له تعالى (٣) .

٢- قوله بالموافاة: وأنه اللة لم يزل راضيا عمن يعلم أنه يموت مؤمنا، وإن كان أكثر عمره كافرا، ساخطا على من يعلم أنه يموت كافرا وإن كان أكثر عمره مؤمنا (٤) ، ومعنى ذلك أن الله لا يرضي عن المؤمن- الذى كان كافرا- بعد سخطه عليه لئلا يقال: إن الله حدث له أمر لم يكن موجودا من قبل.

٣- انه حين أثبت العلو والاستواء ربطهما بما يدل على أنه يقول بنفي


(١) انظر: أصول الدين (٦/١٢٠) ومابعدها.
(٢) المعتزلة جعلوا الصفات كلها أعراضا ونفوها، أما ابن كلاب فلم يسمها أعراضا وأثبتها أزلية لله، انظر: مجموع الفتاوي (٦/٣٦) .
(٣) انظر: المقالات (ص: ١٦٩، ٥٤٦، ٥٨٤) .
(٤) نفس المصدر (ص: ٢٩٨،٥٤٧) ، وانظر: المجرد لابن فورك (ص: ٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>