للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: العجز والتفريط الواقع في المنتسبين إلى السنة والحديث، تارة يروون مالا يعلمون صحته، وتارة يكونون كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، ويعرضون عن بيان دلالة الكتاب والسنة على حقائق الأمور" (١) .

أما أهم أسباب انتشار مذهب الأشاعرة في العالم الإسلامي فيمكن تلخيصها في الأمور التالية:

١- أفول نجم المعتزلة، مع ظهور المذهب الأشعري كخصم لمذهبهم (٢) .

٢- نشأة المذهب في حاضرة الخلافة العباسية " بغداد "، ولا شك أن أنظار الناس في شتى الأقطار تتجه في الغالب إلى دار الخلافة، ففيها الفقهاء والمحدثون والمقرئون، كما أنها من أهم البلدان التي يرحل إليها العلماء ليسمعوا الروايات أو يحدثوا فيها بمروياتهم، فلما نشأ المذهب الأشعري في بغداد وهي على هذه الحالة كثر المتلقون لهذا المذهب، الناقلون له إلى كل مكان، وهذا - مثلا - بخلاف مذهب الماتريدي الذي نشأ في زمن الأشعري لكنه كان في بلاد ما وراء النهر فلم ينتشر كانتشار المذهب الأشعري (٣) .

٣- تبني بعض الأمراء والوزراء لمذهب الأشاعرة واحتضان رجالهم له، ومن أبرز هؤلاء:

- الوزير نظام الملك (٤) ، الذي تولى الوزارة لسلاطين السلاجقة، فتولى الوزارة لالب أرسلان وملكشاة مدة ثلاثين سنة، من سنة ٤٥٥-٤٨٥هـ،


(١) مجموع الفتاوي (١٢/٣٣) .
(٢) انظر علم الكلام: الأشاعرة (ص: ٦٨) .
(٣) انظر علم الكلام: الأشاعرة (ص: ٢٨) .
(٤) اسمه الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي، أبو علي، ولد سنة ٤٠٨هـ، وقتل سنة ٥٨٥هـ، انظر: الروضتين (١/٢٥) ، والمنتظم (٩/٦٤-٦٨) ، وطبقات السبكي (٤/٣٠٩-٣٢٨) ,

<<  <  ج: ص:  >  >>