للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلاجقة جاءوا على أثر البويهيين الشيعة الذين كانوا يوالون الدولة الفاطمية الباطنية، ولما استولى السلاجقة على بغداد وقضوا عليهم سنة ٤٤٧هـ لم تمض سنوات قليلة حتى حدثت فتنة البساسيري - أحد القواد الأتراك الموالين لبني بويه - وكان ذلك سنة ٤٥٠ هـ، وكان من آثارها أن احتل بغداد وأعلن الخطبة للخليفة المستنصر بالله العلوي العبيدي، وأمر بأن يؤذن بحي على خير العمل، وعزل الخليفة العباسي القائم بأمر الله وكتب عليه عهدا أن لا حق له في الخلافة ولا لبني العباس وأرسل العهد إلى الخليفة الفاطمي في القاهرة، وقد استمرت فتنة البسايري سنة كاملة حتى قضي عليها السلاجقة وأعيد الخليفة العباسي. لذلك جاءت دولة السلاجقة لتنصر أهل السنة ضد أهل الرفض والبدعة، والوزير نظام الملك من اعظم وزرائهم أثرا وخطرا وكانت له جهود عظيمة في حرب الحركات الباطنية والإسماعلية وتحدث عنها طويلا في كتابه المشهور سياست تامة أو سير الملوك (١) ،

ومن أهم آثاره المدارس النظامية التي أنشئت في مدن عديدة منها: البصرة، أصفهان، وبلخ، وهراة، ومرو، والموصل، وأهمها وأكبرها المدرسة النظامية في نيسابور وفي بغداد، وقد جعلهما مع أوقافهما وقفا على أصحاب الشافعي أصلا وفرعا (٢) ، وكان نظام الملك معظما للصوفية وللقشيري والجويني وغيرهما من أعلام الأشعرية، وقد كان هؤلاء يلقون دروسهم في هذه المدارس على المذهب الشافعي، ويدرسون أصول العقيدة الأشعرية، فكان لذلك دور عظيم في نشرها (٣) .

- المهدي بن تومرت، مهدي الموحدين، توفي سنة ٥٢٤ هـ، فقد دعا إلى المذهب الأشعري وتبناه وكان له دور عظيم في نشره (٤) .


(١) (ص: ٢٣٤) - وما بعدها - وانظر عن فتنة البساسيري: الكامل (٩/٦٤٠-٦٥٠) ، والتاريخ الفارقي (ص: ١٥٢) ، وتاريخ دولة آل سلجوق (ص: ١٦-٢٠) ، وزبدة التواريخ للحسيني (ص: ٥٩-٦٣) ، وسياسة الفاطميين الخارجية (ص: ١٧٩) ..
(٢) انظر: المنتظم (٩/٦٥-٦٦) ، وتاريخ الفكر الفلسفي -أبو ريان: (ص: ٢١٣) ، والتاريخ السياسي والفكري للمذهب السني (ص: ٢١١-٢٣٤) .
(٣) انظر: المنتظم (٩/٦٥) ، وطبقات السبكي (٤/٣١٦) .
(٤) انظر: المعجب (ص: ٢٧٥) ، والخطط للمقريزي (٢/٣٥٨) ، وظهر الإسلام (٤/٩٧-٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>