للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج-- نور الدين محمود بن زنكي، الذي جاهد الصلبيين، وقد ولد سنة ٥١١ هـ وتوفي سنة ٥٦٩هـ (١) ، وكان من آثاره أنه بنى أكبر دار للحديث في دمشق ووكل مشيختها إلى ابن عساكر صاحب " تبيين كذب المفتري" (٢) ، كذلك أنشأ في حلب سنة ٥٤٤هـ المدرسة النفرية النورية، وكانت للشافعية، وتولى التدريس فيها قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري (٣) ، وكان أحد أساتذة المدرسة النظامية في نيسابور، وكان أحد أعلام أهل الكلام على المذهب الأشعري، وفي عهد نور الدين بدأت صلة قطب الدين مسعود بصلاح الدين الأيوبي، وتوثقت فيما بعد - كما سيأتي -.

ولا شك أن لهذه المدارس، والمدارس النظامية (٤) ، متمثلة بأولئك العلماء الذين درسوا فيها أثرا عظيما في مقاومة التيار الباطني الإسماعيلي، ومعلوم أن من أعظم آثار نور الدين وصلاح الدين القضاء على الدولة الفاطمية الباطنية في مصر، حيث حلت محلها دولة سنية حكمها صلاح الدين الأيوبي نائبا لنور الدين ثم مستقلا بعد وفاته - رحمهم الله -.

د- صلاح الدين الأيوبي: يقول المقريزي: " وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية" (٥) ،ثم يقول عن المذهب الأشعري: " فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح


(١) انظر: في ترجمته: الكواكب الدرية في السيرة النووية لابن قاضي شهبة (ص: ١٥) ، وما بعدها، والروضتين (١/٢٨) وما بعدها، والتاريخ الباهر (ص: ٩٥) وما بعدها.
(٢) انظر: التاريخ السياسي والفكري (ص: ٢٦١) .
(٣) انظر: المصدر السابق (ص: ٢٥٢) ، وقطب الدين مسعود سبقا ترجمته.
(٤) لكن المدارس النظامية كانت خاصة بالشافعية فولد ذلك أنواعا من التعصب بينهم وبين الحنفية والحنابلة، أما المدارس التي أنشأها نور الدين وصلاح الدين فكانت متنوعة.
(٥) الخطط للمقريزي (٢/٣٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>