للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني (١) ، على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك (٢) ، وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة (٣) ، فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور " أساس التقديس " - الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية- للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة ٦١٥ هـ (٤) ،

أما ابنه الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبي العز بن عبد السلام- وهو أشعري - مناقشة ومحنة طويلة (٥) .

٤- ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخيرن (٦) ، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني، والشيرازي،


(١) وهو: مؤلف رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري - سبقت الإشارة إليها.
(٢) الخطط (٢/٣٥٨) ، وانظر خبيئة الأكوان (ص: ٤٨) ، ونظريات شيخ الإسلام، لاوست (١/١٤١-١٤٢) ، وابن تيمية لأبي زهرة (ص: ٢٥) .
(٣) انظزر سيرة صلاح الدين لابن شداد (ص:٧) ، وطبقات السبكي (٧/٢٩٧) .
(٤) انظر أساس التقديس (ص: ٣) ، وسير أعلام النبلاء (٢٢/١٢٠) ..
(٥) انظر طبقات السبكي (٨/٢١٨) ، والتاريخ السياسي والديني (ص: ٢٩٨) .
(٦) ومن المعلوم أن أبا الحسن الأشعري تجاذبه أصحاب المذاهب الأربعة، ولذلك ترجم له في طبقات الشافعية والمالكية والحنفية، أما الحنابلة فقد صرح هو في مقدمة الإبانة بانتسابه إلى إمام أحمد في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>