للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالباقلاني يقول بالجوهر الفرد ويدلل على إثباته ب-" علمنا بأن الفيل أكبر من الذرة، فلو كان لا غاية لمقادير الفيل ولا لمقادير الذرة لم يكن أحدهما أكثر مقادير من الآخر، ولو كان كذلك لم يكن أحدهما أكبر من الآخر" (١) .

كما يرى الباقلاني أن الأعراض لا يصح بقاؤها فهي لا تبقى زمانين (٢) .

٢- ويرى أن أول الواجبات النظر فيقول: " أول ما فرض الله عزوجل على جميع العباد: النظر في آياته والاعتبار بمقدوراته والاستدلال عليه بآثار قدرته، وشواهد ربوبيته؛ لأنه سبحانه غير معلوم باضطرار، ولا مشاهد بالحواس، وإنما يعلم وجوده وكونه على ما تقتضيه أفعاله بالأدلة القاهرة، والبراهين الباهرة" (٣) .

٣- يذكر دليل حدوث العالم، ويستدل لذلك بدليل حدوث الأجسام ويبنيه على دليل ثبوت الأعراض، فيذكر دليل ثبوت الأعراض، ثم يذكر أنها حادثه، ويستدل على ذلك ببطلان الحركة عند مجيء السكون، ثم يذكر دليل حدوث الأجسام وهو أنها لم تسبق الحوادث، ولم توجد قبلها، وما لم يسبق المحدث، ويفصل القول في ذلك (٤) .

والباقلاني يرى ضرورة دليل حدوث الأجسام، وقد سبق بيان أن الأشعري لا يرى هذا الدليل ضرورياً وأن الرسل لم تدع إليه، وذلك في رسالته إلى أهل الثغر، لكن الباقلاني في شرحه للمع - للأشعري - يفسر كلامه في إثبات الصانع واستدلاله على ذلك بالنطفة وتغيرها وانتقالها من حال إلى حال فيقول: " اعلم أن هذا الذي ذكره هو المعول عليه في الاستدلال على حدوث الأجسام ... " (٥) ، ويرى الباقلاني أن الخليل عليه السلام احتج بهذا الدليل


(١) التمهيد (ص: ١٧-١٨) .
(٢) انظر: التمهيد (ص: ١٨،٢٣٩، ٢٨٧) ، والحرة (ص: ١٦-١٧) .
(٣) الحرة (ص: ٢٢) .
(٤) انظر: التمهيد (ص:١٨-٢١) ، والحرة (ص: ١٧-١٨) .
(٥) شرح اللمع - عن الدرء - لابن تيمية (٨/٣١٥) ، وانظر: أيضاً التمهيد (ص: ٤٨-٤٩، ٣٠١) ، الحرة (ص:٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>