للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله: {هَذَا رَبِّي} (الأنعام:٧٦) ، والآيات بعدها (١) .

٤- ويحتج لإثبات الصانع بأن الكتابة لا بد لها من كاتب، ولا بد للصورة من مصور، وللبناء من بان (٢) ، ويستدل أيضاً بوجود المحدثات متقدمة ومتأخرة مع صحة تأخر المتقدم وتقدم المتأخر (٣) ، كما يحتج لإثبات وحدانيته بدليل التمانع ويحتج له بقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء:٢٢) (٤) .

٥- أما رأيه في الصفات فيمكن توضيحه كما يلي:

أ - يثبت الباقلاني الصفات عموماً ولا يقتصر على إثبات الصفات السبع، ويقسم الصفات إلى صفات ذات وصفات فعل فيقول: " صفات ذاته هي التي لم يزل ولا يزال موصوفاً بها، وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان، والغضب والرضى، وهما الإرادة على ما وصفناه - وهي الرحمة والسخط والولاية والعداوة والحب والإيثار والمشيئة - وإدراكه تعالى لكل جنس يدركه الخلق من الطعوم والروائح والحرارة والبرودة وغير ذلك من المدركات، وصفات فعله هي الخلق والرزق، والعدل، والإحسان والتفضل والأنعام، والثواب والعقاب، والحشر والنشر، وكل صفة كان موجوداً قبل فعله لها، غير أن وصفه لنفسه بجميع ذلك قديم، لأنه كلامه الذي هو قوله: إني خالق رازق باسط، وهو تعالى لم يزل متكلماً بكلام غير محدث ولا مخلوق" (٥) .


(١) انظر: الحرة (ص:٣٠) .
(٢) انظر: التمهيد (ص: ٢٣) ، والحرة (ص:١٨) .
(٣) انظر المصدر السابق: التمهيد (ص: ٢٣) ، والحرة (ص: ١٩) .
(٤) انظر: التمهيد (ص: ٢٥) ، والحرة (ص: ٣٤) .
(٥) التمهيد (ص: ٢٦٢-٢٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>