للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يقع عندها لا بها، وهذا مبدأ السببية الذي اشتهر إنكاره عند الأشاعرة (١) .

٧- يثبت الرؤية بالنصوص الواردة، والله يرى لأنه موجود (٢) ، ولكنه مع أنه يقول بالعلو والاستواء إلا أنه يلمح إلا أنه الله تعالى يرى وليس حالاً في مكان أو مقابلاً أو خلفاً، أو عن يمين أو عن شمال (٣) ، وهذه عبارات استخدمها نفاة العلو ممن يقول بالرؤية.

٨- أما الإيمان فهو عنده التصديق بالله تعالى، وهو العلم. والتصديق يوجد بالقلب، ويستدل لذلك بإجماع أهل اللغة قاطبة، وبأن الإيمان قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - هو التصديق، كما يستدل بقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} (يوسف:١٧) وبقولهم: فلان يؤمن بالشفاعة أي يصدق (٤) ، ويرى أن " ما يوجد من اللسان وهو الإقرار، وما يوجد من الجوارح وهو العمل، فإنما ذلك عبارة في القلب ودليل عليه" (٥) .

ولا ينكر الباقلاني أن يطلق القول على الإيمان بأنه عقد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان، ويفسر ذلك بأن المقصود به الإيمان الذي ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة (٦) ، كما أنه لا ينكر أن يطلق على الإيمان أنه يزيد وينقص على أن يرجع ذلك إما إلى القول والعمل دون التصديق، أو إلى الثواب والجزاء والمدح والثناء دون التصديق الذي إذا انخرم منه شيء بطل الإيمان (٧) .


(١) انظر: التمهيد (ص: ٤٠) ، وما بعدها، وانظر: الأشاعرة أحمد صبحي (ص: ٨٧) .
(٢) انظر: التمهيد (ص: ٢٦٦) .
(٣) انظر: الحرة (ص: ١٨٧) ، والتمهيد (ص: ٢٧٧) .
(٤) انظر: التمهيد (ص: ٣٤٦) ، ورسالة الحرة (ص: ٢٢،٥٥) .
(٥) الحرة (ص:٥٥) .
(٦) انظر: المصدر السابق (ص: ٥٦) .
(٧) الحرة (ص: ٥٧-٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>