للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشاعرة وغيرهم، حول العقيدة الواسطية التي كتبها لعموم المسلمين، ولذلك راعى فيها السهولة والشمول، مع الحرص الشديد على استعمال الألفاظ والمصطلحات الواردة في الكتاب والسنة، فلما ناظروه حولها بين منهجه وأسلوبه فيها، ولما ذكر شيخ الإسلام مسألة المعجزات ذكر أن تسميتها بآيات الأنبياء أولى وأدل على المقصود (١) .

هـ - خبر الآحاد وإفادته للعلم إذا تلقته الأمة بالقبول، وحجيته في مسائل العقيدة، ومذهب جمهور الأشاعرة في هذه المسألة مشهور، ويتلخص في أن أخبار الآحاد - وهي ما عدا المتواتر - إنما تفيد الظن دون العلم، ومن ثم فلا يحتج بها في العقائد إذا عارضها الدليل العقلي (٢) ، والأشاعرة كثيراً ما ينسبون إلى جمهور العلماء القول بأن أخبار الآحاد لا تفيد إلا الظن، ويذكرون هذا عندما يتطرقون إلى هذا الموضوع في مباحث أصول الفقه (٣) ، ويلاحظ هنا أمور:

الأول: أن الأشاعرة مع قولهم بأن أخبار الآحاد لا تفيد العلم إلا أنهم يحتجون بها في المسائل العملية التي هي مسائل الأحكام والفروع واهتمامهم بالحديث والفقه وأصوله مشهور ومعروف.

الثاني: أنهم يحتجون بأخبار الآحاد ويقررون بها بعض مسائل العقيدة، مثل المعجزات الثابتة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - غير القرآن، والرؤية، والشفاعة وعذاب القبر، والحساب والميزان والصراط، والإمامة، والتفضيل وغيرها، وهو وإن قالوا إن هذه من قبيل المستفيض المشهور، إلا أنهم يعترفون بأنها دون المتواتر.


(١) انظر: الجواب الصحيح (٤/٦٧) .
(٢) انظر مثلاً: مشكل الحديث وبيانه لابن فورك (ص: ٢٢) ، والتمهيد للباقلاني (ص: ٣٨١-٣٨٦) ، ت مكارثي، وأصول الدين للبغدادي (ص: ١٢، ١٨) ، والإرشاد للجويني (ص: ١٦١، ٣٥٩، ٤١٦) ، والشامل (ص: ١٠٠، ٥٥٧) ، وأساس التقديس للرازي (ص:١٦٨) ، وغيرها.
(٣) انظر مثلاً: البرهان للجويني (١/٦٠٦) ، والمستصفى للغزالي (ص: ١٧٠) ، ط الجندي، والتبصرة للشيرازي (ص: ٢٩٨) ، والعدة للقاضي أبي يعلى (٣/٨٩٨) ، والمحصول للرازي (ج- ٢ ق ١ ص:٦٣٢) ، والأحكام للآمدي (٢/٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>